Menu

ضمن برنامج الصحفي الشامل 2022.. مخرجات دورة "التحرير الصحفي" التي عقدها بيت الصحافة

بيت الصحافة  - مخرجات دورة التحرير الصحفي ضمن برنامج الصحفي الشامل 2022

بيت الصحافة - مخرجات دورة التحرير الصحفي ضمن برنامج الصحفي الشامل 2022

غزة - بيت الصحافة

اختتم بيت الصحافة – فلسطين، يوم الخميس 10 مارس/ آذار 2022م، الدورة التدريبية الأولى "التحرير الصحفي " من برنامج الصحفي الشامل 2022، الذي يأتي ضمن أنشطة المشروع السويسري النرويجي للعام 2022.

شارك في البرنامج 15 متدرب ومتدربة من خريجي من كليات الإعلام في قطاع غزة، وحاضر في الدورة التدريبية التي عُنيت بالتحرير الصحفي، الإعلامي حسن جبر، حيث استمرت لمدة 5 أيام ابتداءً من 6 إلى 10 مارس/ آذار 2022م.

مخرجات دورة التحرير الصحفي:

فريق مشاعل الفن

(60) فتاة يأخذن على عاتقهن حماية التراث الفلسطيني:

وردة الدريملي

جميعهن فتيات يملكن موهبة كتابة الشعر والغناء اجتمعن في فريق مكون من 60 فتاة، يهدف إلى إحياء التراث الفلسطيني، الذي يواجه محاولات إسرائيلية متعددة من الطمس والسرقة والنهب.

وتحت اسم شعلة الفن الفلسطينية انطلقت الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين سن الرابعة والخامسة والعشرين، في مشوارهن الفني رغم الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة.

فأخذن على عاتقهن إعادة إحياء التراث الفلسطيني والفلكلور الشعبي بطريقتهن عن طريق الكورال الغنائي، الكتابة الشعرية، والمشاركة في المناسبات الوطنية.

وتقول شهد الللي (15) عامًا:" نحمل رسالة واضحة في غنائنا، نتمسك بأرضنا أكثر، مما يجعلنا نبدع، لأننا نعمل كالفريق الواحد الذي يحمل هدفاً واحداً وهو "إحياء التراث الفلسطيني والفلكلور الشعبي والتذكير بأن هويتنا الفلسطينية التي تحمل قضيتنا هي الهدف الرئيسي الذي يجب علينا أن نتحد من أجله".

بدورها تفيد ديانا بدوان (21) عامًا: بأنها التحقت في فرقة مشاعل الفن الفلسطينية من أجل إعادة إحياء الأغاني التراثية القديمة، والتي يتم تقديمها على شكل "كِليبات غنائية".

وتحاول بدوان الدفاع عن وطنها من خلال صوتها الجميل، مؤكدة سعيها للوصول للكل الفلسطيني.

من ناحيتها تؤكد أسيل مطر (21) عامًا: أن ما يميز أعضاء فريق مشاعل الفن أنهن يملكن رسالة واحدة، وهي المحافظة على التراث الفلسطيني والفلكلور الشعبي، منوهة إلى ارتدائهن الثوب الفلسطيني المطرز في الاحتفالات، في إشارة إلى أهمية التصدي للمحاولات الإسرائيلية لسرقة التراث.

وتابعت مطر:" الكتابات الشعرية التي نلقيها هي من كتاباتنا الخاصة، الأمر الذي عزز فينا حب كبير للوطن.

واتفقت الفتيات على ضرورة التمسك وحماية الموروث الثقافي والتراث الفلسطيني، وإعادة نشره بطرقه القديمة أو عبر إجراء إضافات بسيطة دون الإخلال بمعاني الكلمات او اللحن.

كما يساهم الفريق في تدريب الفتيات وتنمية مواهبهن المختلفة خاصة في فن الإلقاء والكتابة والغناء، للخروج بإنتاج فني يليق بالتراث الفلسطيني لشعب لازال يتمسك بهويته.

من جهته يوضح حيدر العف مدير فرقة مشاعل الفن الفلسطينية: أن عمل الفرقة بدأ عام 2016م، وجاءت فكرته بناءً على احتياج الفتيات بأن يكون لهن فريق خاص، يستطعن من خلاله إبراز مواهبهن المتعددة كالغناء والشعر والرسم، حيث كل فتاة تمتلك موهبة خاصة تساعدها في خدمة القضية الفلسطينية بما تراه مناسبًا.

وعن سبب اختيار اسم مشاعل الفن الفلسطينية ينوه العف إلى "شعلة الفن" وهو بأن يكون للوطن، للتراث، للمواهب، ودعمها في ظل سرقة الاحتلال الإسرائيلي ما يربط الفلسطينيين بهويتهم ووجودهم.

وفي ظل محاولات طمس الهوية الفلسطينية، ارتأى الفريق بأن يكون هدفه الأساسي هو المحافظة على التراث الفلسطيني في وجه كل المحاولات الإسرائيلية المعادية لطمسه وسرقته لضمان الحفاظ على وجودنا واستمراريتنا وسر بقائنا على هذه الأرض، بحسب قوله.

وتتنوع وجوه المحافظة على التراث الفلسطيني بارتداء الفتيات الزي الفلسطيني المطرز بكافة الاحتفالات والمناسبات الوطنية، واللاتي يحرصن دائماً بالظهور بأبهى حلة للحفاظ على الموروث الثقافي، بالإضافة إلى أداء الكليبات الغنائية، الكتابة الشعرية، الإلقاء الشعري، الرسومات الوطنية والتراثية والتي كلها إنتاج ذاتي من الفريق، كما يقول العف.

ويتمنى العف بأن تصل رسالة الفريق إلى العالم أجمع، وأن يدعم المواهب الشبابية التي تخدم الوطن.

 

القصف في أوكرانيا وصداه في غزة

وائل سالم

منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، سارع الكثير من أهالي غزة للإطمئنان على أحوال ذويهم، كما فعلت السيدة ذات الأصول الأوكرانية جنة أناتولي "أبو ندى"، 45 عاماً التي تقيم عائلتها في مدينة فينيتسيا قرب العاصمة كييف.

"لا بتحكي مع حدا ولا راضية تشوف حدا"، قال زوجها الطبيب عبد الحي أبو ندى واصفاً الوضع النفسي الذي تعيشه زوجته منذ بداية الحرب التي تشكل لها كابوساً مستمراً.

أناتولي التي تعمل قابلة في عيادة الدرج شرق مدينة غزة، سمعت بخبر الحرب من أحد زملاءها أثناء ممارسة عملها، فهرولت نحو وسائل الإعلام محاولةً التأكد مما سمعت لتعود إلى مخيم جباليا شبه منهارة.

ويؤكد أبو ندى أن زوجته إمتنعت عن تناول الطعام ثلاثة أيام متواصلة كانت خلالها دائمة التواصل مع عائلتها أناتولي التي عاصرت الحروب على غزة وشاهدت الصواريخ "الإسرائيلية" تسقط على السكان، تعتقد أن ما يجري على الأراضي الأوكرانية لا يقارن بما حدث في غزة بسبب القوة التدميرية الهائلة التي تستخدم هناك.

تحرص أناتولي على الإتصال بوالديها في كل وقت، وتخشى أن ينقطع الإتصال في ظل الهجمات القوية المستمرة على الأراضي الأوكرانية من قبل روسيا.

أم باسل: نفس المعاناة تعيش أم باسل إصليح في مخيم البريج نفس المعاناة خوفاً على أبناءها الثلاثة، باسل وحاتم ومحمد وعائلاتهم، الذين يعيشون في أوكرانيا منذ ثلاثين عاماً.

يقول أنور أخ المغتربين في حوار خاص أن الوالدة تكاد لا تترك الهاتف، وهي تتنقل بالحديث مع أبناءها واحداً تلو الآخر للاطمئنان عليهم على مدار الساعة، وعيناها ترصد التلفاز لترى أخر ما وصلت إليه الأمور في أوكرانيا.

ينتاب أم باسل الخوف المستمر على ولديها باسل ومحمد اللذين يقطنان في مدينة خاركيف التي تعتبر من أشد المدن سخونةً، وتعتبر محاولة الخروج منها ذهاباً إلى الموت، على حد قوله.

ويعيش في أوكرانيا ما يزيد عن خمسة ألاف فلسطينياً موزعين على عدة مدن، معظمهم من الطلاب وحملة الجنسيات، في حين يوجد ما يقارب من 840 شخصاً أوكرانياً في قطاع غزة، وهم يعتبرون من أكبر الجاليات في قطاع غزة بحسب تصريح مسؤول الجالية الأوكرانية في غزة أشرف فهمي النمر.

وقال: منذ بدء الحرب حتى اللحظة، تم إجلاء ما يقارب 900 طالب بعد إنشاء طريق آمن لهم بعد التواصل مع السلطات المعنية، مؤكدا أن السفير هاشم الدجني في كييف شكل خلية أزمة لمتابعة كافة التطورات هناك والاشراف على إجلاء الفلسطينيين من أوكرانيا، لحظة بلحظة.

وختم النمر: "نتمنى انتهاء الحرب في أوكرانيا لأن هناك يوجد شعب أوكراني صديق، يستحق منا كل الاحترام ونتمنى أن تزول الغمة ونرى أوكرانيا عادت كما كانت".

 

ناجي: بترت قدمه ولم يبتر عزمه

هبة عباس

بإرادة ملفتة يركل ناجي الكرة بقدمه الوحيد متكئاً على عكازيه وقدمه المعدنية التي رافقته في رحلة التميز والمعاناة متحدياً العجز منذ (15عام).

ناجي ناجي 30عام والذي نال من اسمه نصيب يسرد لنا قصته بصوتاً يذخر بالتحدي كأول لاعب كرة قدم للمبتوري الأطراف في فلسطين.

قائلاً : " في لحظة مباغتة انفجرت قنبلة بحادث عرضي جانب منزلي مما أدى إلى إصابتي بشكل مباشر معايشاً ألم الإصابة خلال نقلي للمستشفى فتحت عيناي في غرفة بيضاء رافعاً الغطاء عن جسدي بشعور مليئ بالغرابة اكتشفت وفاة قدمي ومن هنا كانت الصدمة " .

وأكد أن رحمة الله في وهبه نعمة الصبر كانت نجاته الوحيدة من المعاناة .

ومن هنا بدأت حياة ناجي بالنجاة متناسياً أعوامه ال(15) التي قضاها كإنسان طبيعي دون إعاقة .

واصفاً " دخلت حياتي وأنا بطرف صناعي "

لم تتوقف حياة ناجي الهاوي للرياضة من صغره ولم يكن الطرف الصناعي عائقاً لناجي ليمارس هوايته بالرياضة خاصةً كرة القدم .

قائلاً " واجهة صعوبات للممارسة هوايتي لكن لم يكن لليأس طريق في حياتي وتحديت عجزي وحصلت على لقب أول لاعب كرة قدم للمبتورين في فلسطين وعلى هذا النهج تم تكوين خمسة فرق لاعبي كرة قدم من مبتوري الأطراف وبنظرات يملئها الغرابة من الحضور"

وأتبث ناجي نجاحه من خلال مشاركتة في مباراة للمبتورين في فرسان عام 2019 تخلل هذه المباراة مشاركته في مؤتمرات لعرض الواقع لذوي الإعاقة في غزة .

وبكل فخر أخبرني أنه حصل على لقب ممثل الأمين العام للاتحاد الفلسطيني لذوي الإعاقة في قطاع غزة لم يقتصر ناجي على لعب كرة القدم بطرف صناعي بل تحدى ذلك وكانت كورونا منبع لهواية رياضية جديدة في حياة ناجي وهي ركوب الدراجة الهوائية (البسكليت ) في الشارع كون ناجي وأصدقائه المبتورين لجنة الدراجات الهوائية لذوي الإعاقة

ومن كلماته المليئة بالتفاؤل والامل في حديثي معه قال " الإعاقة طاقة تزيد من قدرته لحب الحياة ويطمح ان يكونوا اقرانه بنفس الايجايبة

وكل تجربة بتخليني طموح اكثر واحاول انقل تجربتي لاقراني حتى ما تكون الإعاقة حاجز للجلوس بالمنزل".

 

بيسان وفاطمة.. يتحدان قيودَ البطالةِ بالزراعة

محمود العتال

مع إشراقة شمس الصباح تتّجه بيسان قديح مصطحبةً أبناءها، وصديقتها فاطمة بركة؛ للاعتناءِ بمشروعهما الزراعي الخاص الذي تأسّس لمواجهة البطالة المنتشرة في قطاع غزة.

مشروع بيسان وفاطمة يشمل زراعة ، "البنجر، والقرنبيط الأخضر "البروكلي"، والكرنب الساقي "الكالورابي"، والبصل الأخضر والبقدونس،

و كلها خضراوات طازجة تنتجها السيدتان ضمن مشروعهما المشترك.

الشابتان تقطنان مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، بيسان قديح ثلاثينية خريجة لغة عربية وأم لخمسةِ أطفال، وفاطمة بركة، عشرينية خريجة "الإدارة وأتمتة المكاتب".

لم تجد الشابتان فرصة عمل بنظام عقدٍ أو بطالة، أو وظيفة تمحي من ذاكرتهما عناء سنوات الدراسة المرهقة المكلفة؛ لذا اضطرتا إلى فتح مشروعٍ يلبي احتياجاتهما، ويخففُ عن أهاليهما ضغوط الحياة.

وفي مجتمع محافظ، مليء بالشقاء ربما يعترض على عمل المرأة في الزراعة، وتلويث يديها بالطين، ولكنهما رغم ثرثرة وانتقاد الأقارب والجيران للمشروع، بالإضافة إلى أعباء البيت وتربية الأولاد، قررتا الاستمرار رغم كل شيء.

واستعانت بيسان وفاطمة بمزارعين ذوي خبرة في مجال المزروعات، كما انهما اعتمدتا على ما يتوفر لديهما من مال وتوجهتا لاستئجار قطعة أرض تقدّر مساحتها بثلاثة دونمات على بُعد كيلو متر من مسكنهما، إضافة إلى الاستدانة من أصحاب المشاتل لحين نضوج المحصول.

وواجه المشروع صعوبةً في تصريف محاصيلها مثل "البروكلي"، كون شريحة كبيرة من الناس لا تعرف اسمه أو تجهل قيمته الغذائية، إلا أنها تواصلت مع بعض التجار والمزارعين لتسويق منتجاتِها آملة أن تجد مسوّقا.

وتقول بيسان: إن سعر الكيلو غرام الواحد من "البروكلي" يبلغ "7 شواكل" ومن المفترض أن يُباع بأغلى من ذلك، لكن نتيجة جهل الكثيرين به وضعف الإقبال عليه؛ تدنى سعره، ويستخدم هذا المحصول في وصفات الطهي والشوربات، فهو ذو قيمة غذائية عالية كونه يحتوي على كمية كبيرة من "البوتاسيوم" ويقوّي الجهاز المناعي.

وتوزع بيسان عملها التي ترعاه ما بين الري وتفقّد المزروعات، وإزالة الأعشاب، وتسميد الأشتال، وقطف الثمار بمساعدة مزارعين من الجيران، ما تسبب في تشقق يديها؛ بسببِ طبيعة هذه المهنة الصعبة.

وتذكرُ بيسان أنها مع غياب الشمس بحلول الساعة الخامسة، ترجعُ إلى بيتها لمتابعةِ الأعمال المنزليّة كطهي الطعام، وغسلِ وتنظيف ملابس أطفالها، ومتابعة الواجبات المترتبةِ لأفرادها، والمذاكرة لهم في ظل التعليم الإلكتروني؛ بسبب جائحة كورونا المتفشيّة في أنحاء القطاع.

وتأملُ بيسان أن تُدعم من المؤسسات الزراعية واتحاد لجان العمل الزراعي، ليستمرَ مشروعها ويصبح منشأة زراعية، وأن تُوضع المرأة بعين الاعتبار؛ لأن لديها القدرة على إدارة مشاريعها الخاصة.

يشار الى أن نسبة البطالة في صفوف خريجي الجامعات بغزة هي الأعلى وتصل إلى (70%)، في حين يبلغ معدل البطالة العام في غزة (49%)، بمعنى أنّ (30%) فقط من خريجي الجامعات يجدون فرص عمل، يحسب ماورد في بيانات الجهاز المركز الاحصائي .

 

اللهجة العصافيرية شيفرة خاصة للتواصل بين بعض الأشخاص

فؤاد أبو خماش

"كزيف حزالزك" عبارة تبدو للوهلة الأولى أنها كلمات أعجمية، لكنها في الحقيقة كلمات عربية أجبرتنا الحاجة على التلاعب بها لخلق شيفرة لا يفهمها إلا من تعلمها.

بهذه العبارات وصف الخمسيني باسم حمدان هذا التلاعب بالكلمات للتواصل بين أشخاص محددين فيما يعرف بينهم ب " اللهجة العصافيرية"، التي يعرفها مستخدميها كإحدى لغات التشفير التي استخدمتها فئات من الشعب الفلسطيني في أوقات مختلفة والتي تعتمد على إجراء تلاعب بسيط بالكلمات وذلك بإضافة مقطع صوتي إضافي يبدأ بحرف الزاي أو أي حرف آخر الى المقطع الاصلي.

وتعطي هذه اللهجة لمستخدميها للخوض في حريات الآخرين دون أن يفهمهم أحد، وتقول كل ما في داخلك بدون خوف أو رقابة مستغلًا بذلك أنه لا أحد يستطيع ان يفهمها غيرك والذي تتحدث معه فاذا كان هناك شخص آخر يفهمها قد تسبب الكثير من المشاكل.

وقال حمدان:" عرفنا هذه اللهجة قبل حوالي الأربعين عام، كنا نستخدمها للتمويه على الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي المحتلة"، مبينًا أن هذه اللهجة منتشرة في بعض المناطق في غزة وبطرق مختلفة.

وأضاف: أن هناك عائلات تتحدث هذه اللهجة ويستخدمون طرق اخرى للتشفير بإضافة أحرف اخرى مثل حرف (الخا)

وأرجع السبب الرئيسي لظهور هذه اللهجة إلى رغبة المواطنين في تضليل الاحتلال وعملاؤه حتى لا يفهموا الحديث الدائر بينهم، مشيراً إلى أن الاحتلال كان يزرع

بين الأسرى عميل حتى ينقل لهم المعلومات يسمونه " عصفور" ما اضطرهم إلى استخدام هذه اللهجة.

واعتبر حمدان هذه اللهجة جزء من التراث الفلسطيني داعياً إلى ضرورة توثيقها للأجيال القادمة.

وفي استطلاع رأي أجراها مراسلنا حول اللهجة العصافيرية، انقسم المواطنون إلى مؤيد ومعارض، منهم من أبدى إنزعاجهم منها، يقول عايش أبو مغصيب:" أنه ينزعج عند سماعه هذه اللهجة بعد تعرضه لموقف كان يجلس فيه شخصان يتحدثان بها وشعر بأنه " زي الأطرش في الزفة"، وغادر المكان.

من جهته قال مراد اللحام أحد المؤيدين لاستخدام هذه اللهجة "أنه وعائلاته يتداولنها منذ سنوات طويلة فأصبحت وسيلة تواصل خاصة بيننا".

محمد أسعد ... رحلة من أعماق بحر غزة الى العالمية

عمران السكني

يغوص الفلسطيني محمد أسعد (35 عامَا) من سكان غزة بانسيابية وخفة حاملًا كاميرته المائية من نوع "جوبروا" ليكون أول غواص غزي يوثق الحياة البحرية في أعماق البحر قبالة سواحل القطاع.

ويجتمع أسعد وهو أب لثلاثة أبناء، مع عدد من الصيادين الغواصين الذين يعتمدون على آلية الصيد بالمسدسات المائية في ساعات الصباح الأولى، لبدء رحلتهم اليومية في الصيد، ليوثق تلك المغامرات الفردية.

وبدأت الفكرة بالنسبة لأسعد بالتوجه إلى البحر ونقل صور أخرى غير تلك التي تتناول الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة ومنع الصيادين من الإبحار وغيرها العديد من القصص "المأساوية" والتركيز على قصص "إيجابية ".

وأطلق أسعد قناته الخاصة عبر موقع يوتيوب، ليعرض من خلالها أعماله التوثيقية بطريقة جذابة عن أنواع الأسماك وحياتها وكذلك كيفية طهيها.

يقول أسعد: "أردت التعرف على كيفية تغلب الصيادين على أزمة إغلاق البحر من قوات الاحتلال الإسرائيلية بشكل مستمر، والبدائل التي يتبعونها للحفاظ على مصدر رزقهم من خلال الصيد بالمسدسات المائية".

وفي محاولة للتغلب على الأزمة المتكررة، لجأ عدد من الصيادين الفلسطينيين إلى الصيد بطرق بدائية، ضمن المساحات البحرية المتاحة لهم لعمليات الصيد، معتمدين على مسدسات خاصة بالصيد.

ويغوص أسعد في قاع البحر للبحث عن الأسماك التي تتجمع حول الصخور أو تختبئ في جحورها، ليطلق عليها رأس مسدسه المشعب لاصطيادها.

وتعتبر عملية الغوص في البحر من أجل اصطياد الأسماك "مغامرة ومخاطرة"، خاصة في ظل عدم توفر أدوات الغوص اللازمة للغواصين، مثل أنابيب الأكسجين والبدل الخاصة بالغوص إضافة إلى الزعانف التي يمنع الاحتلال دخولها إلى القطاع.

ويتابع: توثيق هذه المغامرة دفعتني إلى تعلم الغوص على مدار أشهر طويلة من خلال تدريبات بدائية على أيدي صيادين هواة واليوتيوب.

وكانت الجائزة المحلية حول صناعة المحتوي المتخصص بالغوص في أعماق بحر غزة هي أولى شهرت أسعد الذي انتقل بها الي العالمية.

ومازال أسعد يجنى ثمار حصاد عدة سنوات من العمل والتعلم والغوص والذي حصل على 10 جوائز محلية ودولية أشهرها جائزة (البوي) الأمريكية العالمية.

 

محمود فياض: من دراسة التاريخ الى صناعة الخناجر والسيوف

عصام عبد الغفور

في غرفة متواضعة أشبه ب "الخص" في بلدة القرارة شرق خانيونس ينشغل الشاب محمود فياض (37عاما) في صناعة السيوف والخناجر بعد ان فقد الامل في العمل بشهادته الجامعية.

هناك وبجوار منزله يعرض فياض قطعاً فنية متعددة تثير اعجاب كل من يراها من الزوار خاصة اذا استلوا سيفا او خنجرا وسحبوا النصل من الغمد ليسمعوا صوت صليل الحديد، فيتداخل في اذهانهم عبق التاريخ ومرارة الحاضر.

فياض الذي درس التاريخ وتخرج من جامعة الأقصى عام 2008م اصطدم بالواقع الوظيفي في قطاع غزة بعد عدم حصوله على وظيفة ملائمة لتخصصه، فانشغل في صناعة السيوف والخناجر التي لا تدر له دخلا ثابتا لضعف الاقبال على شراءها.

ساهمت دراسته للتاريخ في بناء شغفه في صناعة السيوف والخناجر التي كانت تستخدم في الحروب مستفيدا من الحرفيين السابقين في هذا المجال وليطور من هوايته ولتصبح مهنتة الرئيسية التي تعتاش منها اسرته المكونة من أربعة أبناء.

تمر صناعة السيوف والخناجر بمراحل مختلفة تبدا من صناعة النصل "الشفرة" والتي تتكون من قطعة حديد صلب يتم تشكيلها على شكل نصل وبعد ذلك يتم صناعة المقبض والذي يكون من الخشب او العظم الطبيعي او الصناعي قال فياض محاولا شرح طريقة صناعة السيوف والخناجر.

وزاد : ثم تاتي مرحلة صناعة الغمد او الجراب المخصص لحمل السيف وحمايته لتأتي بعد ذلك عملية التغليف وكسوة القطعة وزخرفتها باشكال جميلة ومتعددة.

ويواجه فياض صعوبة واضحة في العثور على الأدوات والمواد الخام من نحاس وحديد وفضة وغيرها فيضظر للبحث عنها في محلات الخردة والأدوات القديمة "

يصنع فياض الكثير من الخناجر التي تحاكي التراث والبادية الفلسطينية "الشبرية" لكنه أيضا يصنع الخنجر اليمني "الجنبية" والخنجر السوري في حسن تلقى السيوف العربية والإسلامي قبولا كبيرا على غرار السيف الهندي والسيف المستقيم "الافرنجي" الغربي والتركي العثماني.

وقال فياض ان القطع التي يصنعها تلقى رواجا واضحا في محلات "الانتيكا" ويستخدمها المواطنون في الزينة " من يقتني هذه القطع الفنية هم الهواة وجامعو تالتراث وفرق الدحية والخيالة التي تستخدمها في العروض الفنية او تقديمها كهدية لانها ترمز الى الشجاعة والعزة.

ويشير فياض الى امكانية إقامة معرض دائم لهذه المشغولات اذا توفرت الإمكانيات اللازمة من معدات ومواد خام وسوق مناسب وتقدير للجهد المبذول فيها مؤكدا ان عدد من يعمل في هذه المهنة قليل جدا.

ويتمنى ان تجد هذه المهنة الاهتمام اللازم من المسؤولين والعمل على تسويقها للسياح والزوار الذين يأتون الى غزة تحت مسمى التجارة السياحية.

وختم حديقه قائلا "اذا فقد الانسان الرغبة، لن تغريه الفرص حتى ولو جاءته راكعة".

 

الجرائم الإلكترونية خطر يهدد المجتمع الفلسطيني

صفاء قنديل

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ودخولها إلى كل منزل، برزت الكثير من المشاكل والجرائم التي تهدد النسيج الاجتماعي، خاصة تلك التي ترتبط بجرائم (الابتزاز، الشتم، القدح، الذم، وسرقة المعلومات).

من جهته أوضح العقيد أيمن البطنيجي مدير العلاقات العامة والاعلام في الشرطة: مدى خطورة الجرائم الالكترونية على الفرد والمجتمع خصوصًا بعد الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي؛ مؤكدًا أنها أصبحت في مُتناول الجميع.

وقال أن هذه الجرائم تعتبر جديدة على المجتمع الفلسطيني، والتي أدت إلى افساد العلاقات بين الناس، وأشاعت المشاكل العائلية منها، والتي تسببت في إشاعة السب والشتم والقدح على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأشار إلى أن أبرز أنواع الجرائم الالكترونية تتمثل بالابتزاز بالدرجة الأولى بقسميه الابتزاز المالي والأخلاقي، وسرقة الحسابات الشخصية، والذم والقدح والتشهير، والتسول الالكتروني الذي ظهر في الآونة الأخيرة، وساءت استخدام هذه المواقع بشكل أو بآخر.

وأكد البطنيجي أن القانون الفلسطيني يُجرِّم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مخالف للقانون ويحاسب عليه، مؤكدًا أن الشرطة أوقفت عددًا من الأشخاص الذين ارتكبوا هذه الجرائم، منوهًا إلى أن الجهات المختصة عدّلت بعض بنود القانون الفلسطيني من أجل التعامل مع القضايا الجديدة .

ولفت إلى أن النساء هنّ الفئة الأكثر عرضة للجرائم الالكترونية ، مبينًا أن الشرطة تلقت شكاوي من عدد من الرجال خارج قطاع غزة تعرضوا للابتزاز من قبل أشخاص(رجال- نساء) انتحلوا أسماء فتيات من القطاع مقابل الحصول على المال .

وأشار البطنيجي إلى أن الشرطة عالجت بشكل قانوني المئات من القضايا التي وصلتها خلال عام 2021م ، داعيًا أي شخص يتعرض للابتزاز عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتقدم بشكوى للشرطة الفلسطينية حتى إن كان من خارج قطاع غزة.

بدوره أكد المحامي والمستشار القانوني أحمد المصري أن المعايير القانونية تختلف في التعامل مع الجرائم الالكترونية وجرائم الابتزاز، موضحًا أن في قطاع غزة قانونين مطبقان بالخصوص الأول هو قانون العقوبات الفلسطيني رقم ٧٤لسنة ١٩٣٦ والذي جرى عليه التعديل بموجب قانون العقوبات المعدل رقم ٣ لعام ٢٠٠٩ من خلال المجلس التشريعي بـ غزة، كما أن هذا القانون وضع مادة مكرر تحت الرقم ٢٦٢ إذ وضع تلك الجرائم تحت مسمى إساءة استعمال التكنولوجيا.

بيّن المصري أن قانون العقوبات لمرتكبي الجرائم الالكترونية ينص على إيقاع عقوبة بالسجن سنة مع غرامة لا تتجاوز ألف دينار أردني، مشرًا إلى أن تعديلًا جرى على القانون عام ٢٠١٣ وتم خلاله تشديد العقوبات على مرتكبي الجرائم الالكترونية والتي تشمل "الهكر" والدخول للمواقع والتواقيع الالكترونية وفك الشيفرات بعقوبة لا تزيد عن عشر سنوات وغرامة لا تزيد عن عشرين ألف دينار أردني وأدلى برأيه قائلًا :"إن هذه العقوبات رادعة وكافية إذا ما تم تطبيقها من خلال أحكام قضائية تصدر عن القضاء لما للحكم الجزائي القضائي أهمية في تحقيق الردع العام".

وأوصى المصري بضرورة تطبيق نصوص القانون مقترحًا انشاء خط خاص لجهات إنفاذ القانون "المباحث الفنية" للتبليغ عن حالات الإساءة وفق أصول محددة لضمان الحد من الجرائم.

 

بداية الألف ميل خطوة

خالد القوقه

هالة أبو الليل "29" عاما خريجة علاقات عامة واعلام من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية متزوجة تعمل في مجال الكوافير بعد ان انهيت دراسة الثانوية العامة عام "2011" كانت ظروف العائلة المادية صعبة جدا حيث انهم لم يستطيعوا ان يوفروا المال لأكمل دراستي الجامعية.

تقول أبو الليل انه لم يكن امامها خيار سوى الالتحاق بإحدى المراكز لتعلم فنون التجميل والكوافير لمدة ثلاثة شهور لكن حلمها بان تنهي الدراسة الجامعية لم يذهب من تفكيرها.

وأضافت: بعد ان انهيت دورتي التدريبية ألحت جارتي على بان أعمل معها في صالون تجميل فقبلت وعملت في مجال الكوافير مدة سنتين حتى اندلعت حرب "2014" التي كانت فاصلا كبيرا في حياتي، بعد تدمير بيتنا بالكامل وانتقالنا الى مكان اخر.

وبعد انتهاء الحرب حصلت أبو الليل على منحة من الكلية الجامعية مخصصة لاصحاب البيوت المدمرة ودرست الفصل الأول من تخصص العلاقات العامة مجانا وكنت حريصة جدا على التميز في التخصص لأحصل على منحة الامتياز حتى استطيع ان اكمل الحياة الجامعية وهذا ما حصل.

وأوضحت أبو الليل ان الحياة الجامعية لم تكن سهلة وواجهت بعض الصعوبات كانت أحيانا تضطر ان تذهب الى الجامعة مشيا على الاقدام حتى توفر على أهلها بعض الأموال".

وقالت : انهيت دراسة الدبلوم وكنت اطمح بان أكمل التعليم لكن الظروف المادية كانت حائلا مرة أخرى من تحقيق حلمي.

بعد انهاء الدراسة من الكلية عملت أبو الليل لمدة ستة شهور في مجال الاعلام بجمعية دار القران الكريم ، في نفس الوقت عملت في مجال "جلسات التصوير" والاعمال اليدوية حتى تستطيع توفير مصروفها اليومي لعدم كفاية المرتب الذي كانت تحصل عليه من الجمعية.

وقالت انها كانت تذهب الى منازل الأقارب والأصدقاء لاجراء جلسات تجميل وكوافير بسعر رمزي وبإمكانيات بسيطة، وكانوا يقولون لها بانك موهوبة ولديك القدرة على تطوير نفسك.

وتؤكد أبو الليل انها لم تفكر في فتح صالون للتجميل في البداية لكنها وجدت نفسها تتطور يوما بعد يوم وبطريقة ملحوظة فبدأت بمتابعة كل ما هو جديد في مجال التجميل على اليوتيوب ليتطور عملها اكثر واكثر.

وتابعت بعد العودة الى بيتنا بعد إعادة الاعمار واجهت معاناة أخرى لان البيت لم يكن جاهزا، فخصصت غرفة من البيت كصالون تجميل كنت استقبل الزبائن فيها.

قالت أبو الليل بان المكان كان بسيطا ولم تكن الأدوات بجودة عالية حيث انها كانت عبارة عن طاولة ومرأة قديمة وبعض الرفوف الخشبية، ولكن هذا لم يمنعنها من اظهار مهارتها وكفاءتها.

وزادت : بدأت العمل من هذا المكان المتواضع وازداد اقبال الزبائن الذين كانوا راضين جدا عن الأداء واظهروا ردود فعل إيجابية منهم، فقررت تطوير المكان من نفس الدخل وبمساعدة اخي وبعض فاعلين الخير بدأت في تحسين المكان من البلاط والدهان والأدوات وتم الافتتاح الرسمي.

وختمت أبو الليل "انا خرجت من بيت بسيط واعرف وأقدر ظروف الناس وبرغم انني أصبحت استخدم الأدوات ذات التكلفة العالية الا انني لم ارفع السعر حتى لا اثقل على الزبائن ِوأقول دائما "الله يكون في عون الجميع".

 

حرب أوكرانيا تضيف أعباء اقتصادية جديدة على كاهل المواطن الغزي

مرح عطاالله

ما ان اندلعت الحرب في أوكرانيا حتى شعر أهالي غزة بالقلق والخوف من شح وارتفاع أسعار المواد الغذائية والتموينية خاصة في ظل تدهور أوضاعهم المادية بفعل الحصار المستمر منذ ما يزيد عن 15 عاما.

وقال المتحدث باسم وزارة الاقتصاد الوطني عبد الفتاح أبو موسى أن قطاع غزة يعاني من أزمة اقتصادية بسبب الحصار الذي أثر بشكل كبير على جميع القطاعات الاقتصادية والصناعية والتجارية.

وأشار إلى أن قطاع غزة تأثر بحرب أوكرانيا مثل أي بقعة في العالم لكن بصورة اقل من الدول المجاورة لطرفي الحرب او التي لها علاقة مباشرة في الاعتماد على منتجات البلدين منوها الى ان دولة الاحتلال صاحبة العلاقات المباشرة مع أوكرانيا تتأثر بشكل كبير وكذلك جمهورية مصر العربية التي تستورد الزيوت الأوكرانية والقمح الروسي مما يعكس نفسه على القطاع من خلال تعاملاته مع الجانبين.

وحاول أبو موسى طمأنة المجتمع الفلسطيني من خلال التأكيد بوجود مخزون من السلع يكفي لمدة شهرين على الأقل مما يعني تجاوز شهر رمضان دون أزمة تعصف بالاقتصاد أو حتى باحتياجات المواطنين.

وقال إن تجار القطاع أدوا مسؤوليتهم في توفير السلع الرمضانية"، مستدركاً: "بعد شهرين قد نشهد ارتفاع أكبر في الأسعار في حال تأزم الحرب أكثر".

وعن سبب زيادة أسعار بعض السلع، قال أبو موسى: "إنها ليست بجديدة فهي نتيجة تأثير جائحة كورونا على مدخلات الانتاج وطرق الوصول إلى المواد المستوردة وكذلك أجرة النقل والشحن، لكن دون ارتفاع فاحش، فمثلاً أسعار الزيوت شهدت ارتفاع طفيف من المصدر في شهر يناير ٢٠٢١، كما أن الأسعار تذبذت في بداية ابريل ٢٠٢١، مما دفع بوزارة الاقتصاد لتحديد أسعار بعض المواد الأساسية مثل الدقيق".

ولخص أبو موسى بالتأكيد انها ركزت على التفتيش عن كثب في جميع المحافظات لمنع الاحتكار، وأعطت تعليمات لاستخدام محاضر الضبط في حال رفع أسعار السلع دون الرجوع لوزارة الاقتصاد مشددا على أن النائب العام أصدر تعليمات صارمة لأخذ المقتضى القانوني" لان المسألة أصبحت أمن اقتصادي وقومي بالدرجة الأولى.

وتابع: في ظل هذه الحالة العصيبة لا يجوز إعطاء مساحة لمن يريد الاحتكار على المواطن في حياته المتدهورة اقتصادياً.

من جهته قال علاء الاعرج نقيب المقاولين أن الاحتكار موجود في الأراضي الفلسطينية والجانب الإسرائيلي على حدٍ سواء.

وبين الأعرج أن أسعار المعادن والبترول تأثرت بشكل كبير خلال الحرب بين أوكرانيا وروسيا، مؤكدا ان البورصة العالمية نالت نصيبها من الأزمة بعد ان ارتفعت أسعار الحديد بنسبة 15% وأسعار الالمنيوم بأكثر من 25%.

وزاد: في الأراضي الفلسطينية للأسف تضاعفت هذه النسب لأسباب عدة منها تداعيات الحرب وشح الموارد ورفع بعض التجار للأسعار بشكل أكبر.

ونوه إلى أن قطاع الإنشاءات نال نصيب الأسد من غلاء مواد البناء مما اثر على قطاع الإنشاءات خاصة شركات المقاولات، الأمر الذي قد يؤدي الى خسائر فادحة في المشاريع المتعاقد عليها وعدم قدرة المقاول على الالتزام بالأسعار التي تقدم بها سابقا للعطاءات التي لم يتم "ترسيتها" بعد.

واكد ان استمرار الأزمة لمدة طويلة سيؤدي لكوارث عالمية لافتا الى ان الجهات الرقابية الحقوقية تدرس هذه الظاهرة وماهية الارتفاع الحاصل عالميا، وكذلك جشع التجار والموردين من جهة الاحتلال.

ولفت الى أهمية ان يراعي التجار المشاريع القائمة والنظر اليها بعين التوازن حتى لا يقع العبء على المواطن والمستثمر او المقاول المتعاقد على الأسعار القديمة.

وأضاف: "على الجهات المشغلة دراسة موضوع التعويض بشكل حقيقي وبنفس وطني وأجبار المقاولين على تنفيذ المشاريع بالأسعار القديمة التي لم تأخذ بعين الحسبان ارتفاع الاسعار بشكل مفاجئ".

ومن جهته يرى المختص الاقتصادي محمد أبو جياب أنه في ظل تسارع الأحدث مع بداية الشهر القادم لن يستطيع أحد مجابهة هذا الغلاء بالتالي لن تتمكن الحكومة من ضبط الأسواق والأسعار بسبب تدفق السلع بشكل شبه يومي وعدم وجود تخطيط استراتيجي طويل الأمد والذي سيؤثر على الواقع الفلسطيني مؤكدا أن قدرة المستويين الحكومي والاجتماعي على حماية الفقراء ضعيفة.

وقال أبو جياب: " إن قطاع غزة لن يعاني من نقص السلع بقدر ما سيعاني من غلاء الأسعار مؤكدا أن الجهات المختصة في وزارتي الاقتصاد والتموين ضبطت بعض حالات الاحتكار وصادرت الأطنان من الدقيق والأعلاف".

وشدد على أن المواطن سيكون أول ضحايا الأزمة الاقتصادية بسبب ان المشكلة عالمية، وانعدام القدرة الحكومية الفلسطينية في ظل تراجع الدعم الدولي مشيرا الى ان ذلك لا يعفي الجهات الحكومية من مسؤولياتها تحديدًا تجاه الفئات الهشة والفقيرة مثل مستفيدي برنامج الشؤون الاجتماعية.

ويقترح أبو جياب على وزارة المالية العمل على حماية الأسر الفقيرة من خلال اصدار التشريعات والقوانين اللازمة.

 

غزة : معجنات أبو زهير تحمل رائحة البلدة القديمة

محمد برغوت

" أهلًا وسهلًا، نورتوني ، حياكم اله ، نورتوا البلدة القديمة" بهذه الكلمات يستقبل العم أبو زهير زبائنه الذين يتوافدون إليه من جميع مناطق قطاع غزة لتناول المعجنات التي يصنعها مع أبنائه.

إسماعيل قاسم (43عامًا) بائع المعجنات المشهور " بأبي زهير" يخرج من منزله عند الساعة الثالثة فجرًا برفقة أبنائه الثلاثة متجهًا إلى مطعمه البسيط بالقرب من المسجد العمري وسط البلد القديمة في مدينة غزة ليبدأ في تجهيز الفطائر البيتية قبل قدوم زبائنه الذين يبكرون بالحضور قبل التوجه لأعمالهم وجامعاتهم

ويصنع أبو زهير فطائر البيتزا والزعتر والبيض بحب كبير يشعر به الزبائن ، وسط جمال المكان حيثُ رائحة الشاي والقهوة المصنوعة في أواني من الفخار.

تعلم " أبو زهير" صناعة الفطائر والمعجنات من أمه التي تجيد إعداد الفطائر بشتى أنواعها ومشهورة بنَفسها الطيّب خاصةً بمناقيش الزعتر والبيض، ومع مرور الوقت طور من عجينة الفطائر عبر إضافات بسيطة مع المحافظة على مذاقها البيتي الشهيّ.

قال أبو زهير: " هذه مهنة أبي، الذي كان يبيع مناقيش الزعتر المصحوبة بأكواب الشاي، وهو يتجول في شوارع المدينة قبل أن يستقر في غرفة صغيرة مقابل المسجد العمري لتبدأ رحلة العائلة مع هذه المهنة التي أصبحت مصدر رزقهم.

وتابع: " أنا أكمل ما بدأ به والدي، معتمدًا على محبة الناس وبساطة المكان الذي كان يضم فقط ثلاث طاولات صغيرة قبل أن يتطور ويتسع لاستقبال مزيد من الزبائن.

ويؤكد أبو زهير: " كان لدي ثلاث طاولات صغيرة "اسكمبلات"، واحدة أجلس عليها، وأخرى أضع عليها الصينية، وأخرى إضافية لمن يرغب بالجلوس إلى جانبي، ولا زلت لهذا اليوم محتفظًا بهم، مرت الأيام وكبرت الطاولات لتصبح محلًا صغيرًا يأتي إليه الجميع".

لم يكن يتوقع صانع الفطائر بأن يصبح اسمه مشهورًا، وأن يتوافد إليه المواطنون من مناطق مختلفة في القطاع في ظل انتشار المطاعم المتطورة.

ويعتقد أبو زهير أن النقلة النوعية في عمله حدثت بعد أن جاءته ذات يوم مهندستان تعملان في المعالم الأثرية ، واقترحن عليه انشاء حساب على الانستغرام ليبدأ في الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي مما ساعده على الوصول لكثير من الناس.

لم يعمل أبو زهير في إعداد الفطائر فقط ، بل عمل أيضًا مرشدًا سياحيًا لمنطقة البلدة القديمة ، حينما يتوافد السائحين عليها ، فأصبح مزارًا للصغار والكبار.

أغلب من يزور أبو زهير يكون هاربًا من مشاق ومتاعب الحياة يأتي إلى هنا ليستريحوا ويستمتعوا بهدوء وجمال المكان.

لا يملك أبو زهير أحلامًا خيالية ولا يريد أن يكون محله كباقي المحلات من تطورات كبيرة من حيثُ الفخامة ولكن يريد أن يكبر مشروعه ، وسيبقى بتلك البساطة التي عهدها من توافد إليه، وبقاء أسعاره رمزية وفي متناول الجميع وإضافة إلى أنواع جديدة من الفطائر التي يرغبها الزوار.

وقال:" جاءني أشخاص كثيرون وقدموا لي مبلغ من المال ، لأنقل مكاني إلى شاطئ بحر غزة ، لكني رفضت مفضلًا البقاء في نفس المكان .

 

لمجابهة إدمان الإنترنت..

مبادرة وطنية لنشر الوعي الإلكتروني

علي عكيلة

يحيي العالم في الأسبوع الثاني من فبراير / شباط من كل عام، اليوم العالمي للإنترنت الآمن، وبهدف مجابهة الإدمان على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، أطلقت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مبادرة وطنية لتوعية المستخدمين كافة بخطورة الإدمان الإلكتروني. ويلخص رئيس لجنة الحملة الوطنية لمجابهة إدمان الإنترنت د. محمد السباح، أهداف الحملة بالحفاظ على النسيج الاجتماعي وحماية المواطن من مخاطر الاستخدام السلبي للإنترنت وللألعاب الإلكترونية، والحرص على مستقبل الشباب وخصوصًا فئة المراهقين الذين يشكلون الفئة الأكثر استخدامًا له.

ويؤكد بإن الحملة تهدف الى العمل على تحقيق الأثر المطلوب والإيجابي من خدمات الإنترنت وتسخيرها في عمليات التنمية المستدامة، والوصول إلى بيئة إلكترونية أكثر أمانًا لجميع مستخدمي الشبكة العنكبوتية.

ويوضح أن تحقيق تلك الأهداف ينطلق من الوعي الإلكتروني لدى الآباء والأمهات، لخلق بيئة أسرية محمية من الآثار السلبية للاستخدام السلبي للإنترنت والألعاب الإلكترونية. إلى جانب تعزيز دور المعلمين وجهات الاختصاص كافة في تحمل المسؤولية المجتمعية من خلال إشراكهم في تنمية المفاهيم الصحيحة حول الاستخدام الآمن والمفيد لخدمات الإنترنت والألعاب الإلكترونية.

ويضيف د. السباح نريد كذلك العمل على تعزيز التعاون المشترك وتكامل الأدوار بين الشركاء في القطاعين العام والخاص بهدف تعزيز الاستخدام الإيجابي للإنترنت".

واعتمدت لجنة متابعة العمل الحكومي في جلستها (154) تشكيل فريق وطني لمجابهة الإدمان على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية. ويتشكل الفريق الوطني من ممثلين عن الوزارات الحكومية؛ وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمكتب الإعلامي الحكومي، ووزارات: التربية والتعليم، والأوقاف، والداخلية، والمرأة، والهيئة العامة للشباب والثقافة، بالإضافة إلى شركاء من القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني.

ويبين السباح مبررات إطلاق الحملة إلى الحرص على مستقبل الشباب، الفئة الأكثر استخدامًا للألعاب الإلكترونية المتنوعة، والانتشار الكبير في نطاق استخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على مستوى الفئات والأعمار وشرائح المجتمع كافة بفضل التحول التكنولوجي وشيوع الأجهزة اللوحية الذكية.

والجدير بالذكر بأنه بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في فلسطين 4.2 ملايين مستخدم في عام 2019، بواقع 3.2 ملايين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتفيد بيانات الجهاز المركزي للإحصاء، بأن 86% من الشباب في العمر 18-29 سنة يستخدمون الإنترنت من أي مكان؛ 90% في الضفة الغربية و79% في قطاع غزة. و94% من الشباب يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي أو المهني.

وبينت الاستاذة أم طارق – معلمة بمدرسة حكومية- أن سهولة الحصول والوصول إلى خدمات الإنترنت، والزيادة المطردة في استخدام الألعاب الإلكترونية يرفع من معدلات اصابة الطالبات بأمراض التوحد ، والعزلة الاجتماعية، كما أفرز ظواهر اجتماعية جديدة مثل التنمر الإلكتروني، والتفكك الأسري نتيجة غياب التواصل الاجتماعي الواقعي الفعال.

ويبينت الأستاذة أم طارق أنه يمكن وصف الشخص بأنه مدمن في حال كان لديه ضعف في الرغبة بالاتصال والتواصل مع محيطه الحقيقي كالعائلة والأصدقاء ومجتمع العمل، ووجود علامات الانسحاب، مثل القلق والتوتر العصبي أو الانزعاج أو الحساسية من أي محفز خارجي عندما لا يكون الشخص متصلًا بالإنترنت، بالإضافة إلى فقدان السيطرة على النفس لفترة التصفح.

ولا توجد أي إحصائيات دقيقة لعدد المصابين بمرض التوحد في الأراضي الفلسطينية،

وعن أهم نتائج ادمان الالعاب الالكترونية أكدت أم محمد - ربة منزل-

أن ابنها محمد يعاني من

قلة النوم والشحوب صباحًا، وآلام العمود الفقري والعينين والأعصاب وتنميل اليدين وآلام أسفل الظهر، وظهور مشكلات في المدرسة، والتعلل بالأسباب، عبر البحث عن حجج بشكل دائم لإهمال الواجبات المدرسية أو المنزلية من أجل الجلوس أمام الكمبيوتر وتصفح الإنترنت.

وبعد مناقشة محمد حول أسباب تعلقه الشديد بالانترنت وتفضيله عن أي نشاط اجتماعي تفاعلي أفاد بأنه يجد في الانترنت ما لايجده في العالم الواقعي كالسرية والدخول للانترنت دون علم أحد ودون اذن أحد

كما أن الالعاب الالكترونية تتيح له تحقيق كل ما يرغب به من تغيير وبناء وتدمير "بضغطة زر" على حد قوله .

كما أكد بأن له أصدقاء عبر تطبيق فيس بوك يزيدوا عن 800 صديق ويتبادل معهم التهاني والصور والاعجابات بشكل يومي ,,كما اكد بأن هؤلاء الاصدقاء ممكن أن يغنوه عن زملائه بالمدرسة

أدوات العلاج ويلفت د. السباح إلى أن الإعتراف بالمشكلة أولًا للتخلص من إدمان الإنترنت وإيجاد بديل عنه، بدءًا من تقليل وقت استخدامه ووضع قيود محددة لذلك، وليس انتهاء بممارسة الرياضة أو أي هواية ترفيهية أو زيارة الأقارب

ويذكر السباح أن الحملة تعتمد على مجموعة من الوسائل والأدوات لتعزيز الوعي الاجتماعي بمخاطر إدمان الإنترنت، كنشرات التوعية المرئية والمسموعة والمقروءة، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع الشركات المزودة للإنترنت، واللقاءات والندوات التثقيفية، وموجات مفتوحة على الإذاعة، وخطبة الجمعة، وأيام دراسية.

 

"الأزولا" بديل صحي للأعلاف داخل قطاع غزة

تغريد بلبل

"كل الطرق تؤدي إلى بيت لاهيا" هذه المدينة التي لطالما اشتهرت بالزراعة وتنافس فيها المزارعون بشتى الطرق لتوفير وإيجاد بدائل أساسية تساهم في تطوير القطاع الزراعي حيث لا زالت الأزمة الاقتصادية في غزة تعصف بالمزارعين يوماً بعد يوم لتضيق الخناق على سكان القطاع ورغم كل هذه الأزمات تبقى الحاجة أم الاختراع.

"وائل مسلم" 30 عاما مزارع فلسطيني من بيت لاهيا نجح في تخصيص مساحة من أرضه لزراعة "نبتة الأزولا" وهي نوع من الأعلاف النادرة للحيوانات والأسماك في قطاع غزة والتي يصفها كنبتة "الأزولا" تتكون من سبعة أنواع من السراخس المائية التي لا تعيش في التربة باعتبارها نبتة مائية وتعتبر علفا اقتصاديا صديقا للبيئة، وتحتوي على نسبة عالية من البروتين من وزنها الجاف، كما تستخدم أيضا في تسميد التربة.

ويؤكد المزارع مسلم أنه عانى من غلاء الأعلاف الصناعية المستوردة التي أثرت على مستوى الإنتاج من الطيور والأسماك من مزارعه، مما دفعه إلى التفكير في إيجاد بديل اقتصادي غير مكلف.

وقال: في بداية هذا العام وجدت الحلّ في نبات الأزولا الذي شكل لي بديلاً عن الأعلاف الصناعية والأسمدة، وحققت بعدها ربحاً جيداً على الرغم من الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

تغير حال "مسلم" مع ازدهار زراعة نبات "الأزولا" الذي جرت زراعته للمرة الأولى، في قطاع غزة بعد محاولات عديدة فاشلة في إدخالها إلى غزة، عن طريق الاستيراد من أستراليا، ويؤكد أن مشروعه الخاص في زراعة "الأزولا" استفاد منه 30 مزارعاً لافتا إلى أنه واجه العديد من الصعوبات في إدخال نبتة الأزولا لغزة، في فترة تجاوزت اربعة شهور، وبتكلفة مادية كبيرة، خاض خلالها ست تجارب حتى نجح في زراعتها.

وأشار مسلم الى ان الازولا تستخدم احيانا لتحلية المياه لري مزروعات تحتاج الى المياه العذبة.

وطالب مسلم وزارة الزراعة بضرورة تشجيع المزارعين للاهتمام بنبات الازولا في مسعى لزيادة دخلهم في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يمرون بها.

ومن جهتها أوضحت المهندسة الزراعية "نجاح أبو ندى" أن زراعة "الأزولا" تحتاج إلى ظروف بيئية مناسبة، ومتابعة مستمرة لتحقق أفضل انتاج.

وقالت أبو ندى إن "الأزولا" تزرع لمرة واحدة ومن ثم تتكاثر ويكون تطويرها وزيادة المساحة المزروعة من المصدر ذاته، وأنها لا تحتاج إلى مساحات زراعية واسعة أو الكثير من المخصبات النباتية أو استهلاك كميات كبيرة من الماء".

وتابعت: نبتة "الأزولا" لها كثير من الفوائد والمميزات وذلك أنها سريعة النمو ولا تحتاج لتكلفة عالية في عملية استزراعها وأنها تحقق عائدا ماديا في استعمالها كبديل لأعلاف الحيوانات إضافة إلى إمكانية استخدامها كطعام للأشخاص النباتيين من خلال إضافتها إلى وجباتهم.

 

خديجة البكري: من ثلاجة الموتى إلى غسالة الحياة

آيه قروط

بين أنابيب و"فلاتر" غسيل الدم، وبين عجلة الحياة داخل جهاز الكلى الصناعية، الذي يتوسط غرفة المرضى في قسم الكلية الصناعية في مجمع الشفاء الطبي، تجلس خديجة البكري 45 عاماً من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة على سرير رمادي اللون موصولة بالجهاز عن طريق ابرتين مغروستين في يدها اليسرى، تحتضن تلك الأنابيب بكفة يدها خوفاً من أن تفلت منها الحياة مرة أخرى.

هناك تسترجع البكري ما مرت به من أحداث خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014م قائلة " في يوم من أيام العدوان كانت الساعة تشير الى العاشرة وعشر دقائق صباحاً حين كنت منشغلة في اعداد الطعام لأسرتي باطمئنان تام بسبب سريان هدنة مؤقتة بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الا ان طائرات الاحتلال اطلقت صاروخا على منزلنا قبل أن تنتهي مهلة التهدئة المحددة.

الصاروخ الذي سقط على منزل عائلة البكري المكون من أربعة طوابق، احاله إلى كومة من الركام، مخلفا خمسة شهداء وعدد من الجرحى وليبدأ فصلاً جديدًا من معاناة خديجة.

وبصوت حزين قالت "فقدت الوعي وفيما بعد أخبرني الاهل أن سيارات الإسعاف نقلتني إلى المستشفى، وهناك وضعني الأطباء في ثلاجة الموتى حوالي ربع ساعة معتقدين انني استشهدت، إلا أن أحد الأطباء اكتشف أنني مازلت على قيد الحياة فأجرى لي الإسعافات الأولية شملت إنعاشا للقلب.

وزادت: استيقظت من تلك الصدمة على صوت الأطباء يقولون: "هادي خديجة عايشة عايشة" لم اصدق ما سمعته، واذكر اني تمتمت متسائلة " كنت ميتة وعشت؟"

عادت خديجة إلى الحياة لكنها كانت نصف حياة بعد أن ترك الركام ضررًا كبيرًا على كليتيها، لتبدأ معاناتها الحقيقية مع الحياة.

وبعد أن وضعت يدها على كليتها ابتسمت بحسرة قائلة:" كنت أعاني من ألم في منطقة الكلى لكنني لم أكن أبالي، إلى أن اشتد الألم ذات يوم، وتم نقلي إلى مجمع الشفاء الطبي، وبعد اجراء الفحوصات اللازمة، تبين أنني مصابة بفشل كلوي تام، وقرر الطبيب أنني أحتاج إلى غسيل فوري.

وتابعت بصوت حزين:" لا أنكر الخوف والضغط النفسي الذي تعرضت له منذ أن علمت أن في جسدي كليتين تالفتين وأنني لن ابقى على قيد الحياة سوى عبر جهاز اصطناعي".

في البداية لم تتقبل خديجة فكرة الجلوس على جهاز الغسيل، لكنها وافقت بعد محاولات إقناع متعددة من الأقارب والأطباء.

رغم ما تعانيه خديجة مع الجهاز الذي تلازمه أربع ساعات ثلاث مرات أسبوعيًا إلا أنها مع الأيام أصبحت تتعايش وتتأقلم معه قائلة بابتسامة يملؤها الأمل:" أصبحت أحب هذا الجهاز لأنه يبقيني على قيد الحياة، بعد ان تعايشت مع الفشل الكلوي وأرى حياتي الان جميلة وأحب زملائي المرضى واعتدت على جو المرح داخل هذه الغرفة لذا أنا راضية تماماً بأمر الله سبحانه وتعالى".

لا يعيب خديجة المرض لكنها مشبعة بعزة نفس كبيرة، تجعلها ترفض فكرة الزواج رفضاً تاماً كما تقول " تقدم لخطبتي شاب معلنا انه يتقبل وضعي الصحي، لكنني رفضت حتى لا يعيش معاناتي"

تحلم خديجة بزراعة الكلى لكن حلمها لم يتحقق حتى الأن لغياب متبرع من أفراد أسرتها الذين استشهدوا في الحرب إضافة إلى الوضع الاقتصادي السيء الذي يمنعها من شراء كلية، لتصبح الزراعة "حُلمًا بعيد المنال"،

ومن ذاك الوقت قبل خمس سنوات وحتى اليوم أصبحت ماكينة الكلى الصناعية جزءاً لا يتجزأ من حياتها، وقسم الكلية الصناعية في مجمع الشفاء الطبي بيتها الثاني كما وصفته.

سنوات طويلة مرت على إصابة خديجة ومعاناتها لكن جريمة الاحتلال ستبقى ملازمة لها طيلة حياتها.

 

بائع فراولة بدرجة "دكتوراة" رهن البطالة في مخيم "الشاطئ"

إسماعيل نوفل:

خلف "بسطة" تجارية صغيرة في سوق مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، يقف الثلاثيني محي الدين كلاب، ويردد بصوت عالٍ "الفراولة الثلاثة بمية "، ثم يتوقف لبرهة؛ ليُجيب على سؤال وجّهه أحد أصدقائه له بصفته "دكتور السوق".

يعمل كلاب (32 عامًا) في مجال البيع منذ صغره، فقد كان يُساعد والده الذي يمتلك بسطة لبيع الخضار، ثم استقل بعمله بعد أنّ أنهى دراسته الجامعية مرحلة "البكالوريوس"، فهو الآن أصبح كبيرًا بما يكفى ليتحمّل مسؤولية نفسه.

شغف نحو علوم الدين

تربّى كلاب في بيتٍ محافظ، يحثّ أبناءه على الذهاب إلى المساجد، والالتزام بالصلاة وقراءة القرآن، الذي أتمّ حفظه خلال مرحلة التعليم الثانوي.

وبعد نجاحه بالثانوية العامة، لم يتردد كلاب في اختيار الدراسات الإسلامية التي تتوافق مع شغفه وحبه لعلوم الدين، ليتخرّج منها عام 2011، ثمّ أكمل طريقه نحو الدارسات العليا "ماجستير"، في الحديث الشرف بالجامعة الإسلامية.

مفترق طريق

وخلال عام 2014، أنهى كلاب مرحلة الماجستير، ووقف أمام مفترق طرق واختيار صعب، عبّر عنه بقوله: "توقّعت أنّ أحصل على عمل كأي شخص أخر، ولكني تفاجأتُ بالواقع، وشعرت بالتيه، ولم أدري ماذا أفعل".

وأضاف: "بعد حصولي على الماجستير، توقفت عن العمل في السوق، وبحثت عن فرصة للعمل في مجال اختصاصي"، ولكن كلاب لم ينل مراده، و تساءل في قرارة نفسه لعدّة أيام "هل أعود للعمل في السوق أم لا ؟".

تردّد مُحي الدين، في العودة إلى بيع الفواكه الموسمية، لكنّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وعدم حصوله على فرصة عمل في مجال شهاداته الجامعية، أرغمته على العودة إلى السوق.

"زكاة العلم إنفاقه"

رغم عدم حصول كلاب على فرصةٍ للعمل بأجرٍ مناسب، تطوّع في وزارة الأوقاف بمبلغ متدني، إيمانًا منه بأنّ "زكاة العلم إنفاقه"، ولديه واجبًا يُحتّم عليه نشر العلوم التي تعلّمها إلى كل من يحتاجها.

وبسبب إيمانه بهذا القول، استمر في نشر علوم الدين بكل وسيلة متاحة أمامه، رغم انتهاء عمله من "الأوقاف" فيما بعد، واتّخذ كافة السبل في ذلك، منها: إلقاء الخطب في المساجد، والمشاركة في الملتقيات الدينية، وشرح الكتب واجهيًا لمن أراد، وإلكترونيًا عبر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

واستدرك: ""الحمد لله طبقنا وصية رسول الله قراءةً وعملًا وهذا أكبر شرف"، في إشارة لقوله "صلى الله عليه وسلم": "إنّ قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة... فليغرسها".

وفي سبيل نشره للعلوم التي تعلّمها، دأب على تأليف كتب زاد عددها عن 30 كتابًا، تحدّث فيها عن علوم الدين، والحديث الشريف ووقائع تاريخية، ربطها مع قطاع غزة، منها: مسند غزة، وهو جمع للروايات التي صُرّح من خلال إسنادها أنّها حُدّثت في غزة.

"دكتور السوق"

بعد انتهاء عقده التطوعي مع وزارة الأوقاف عام 2018، عاد إلى بيع الفاكهة، راضيًا بقضاء الله، وتجلّى ذلك بقوله: "لم أندم أنا سعيت لرضى الله، وتوجّهت إلى العمل، وعملت بقول رسول الله: "لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدًا فيعطيه أو يمنعه".

وخلال عمله في البيع، وبداية تسجيله في برنامج الدكتوراة في الجامعة الإسلامية في غزة، بتخصص الحديث الشريف وعلومه، أطلق عليه أصدقاءه لقب "دكتور السوق"، دلالةً منهم على منزلته العليمة.

وخلال مرحلة "الدكتوراة" التي بدأها عام 2018، عايَش مُحي الدين عدّة أدوار، ففي فترة الصباح يعمل في السوق، والظهيرة يتابع المحاضرات في الجامعة، وفيما تبقّى من اليوم، يحاول تغطية دوره كأب لثلاثة أطفال، وزوج لامرأته، ووفي المساء، يختلي بنفسه لأداء الأبحاث، وتأليف الكتب، التي وصل عددها الآن إلى 50 كتابًا.

مكان مناسب

"أتمنى أن أكون في مكاني المناسب، وأخلص رسالة الدكتوراة"، بهذه الكلمات لخص كلاب طموحاته التي حال وضعه الاقتصادي، وعدم توفّر فرصة عمل، دون ذلك، فقد أنهى المساقات المطلوبة لدرجة الدكتوراه، ولكن تراكم الرسوم الدراسية منعه من استكمال رسالته.

وختم مُحي الدين، قصته بمناشدة أطلقها لكافة الضمائر الحية، وأصحاب القرار في قطاع غزة، وفلسطين عامة، دعاهم فيها إلى النظر حالته وإيجاد حل مناسب له.

 

"الأسماك المستزرعة" في بحر غزة كميات كبيرة ستطرح في الأسواق قريباً

أحمد العاصي

يبذل الصياد محمد الحاج 38 عامًا، جهودًا كبيرة في رعاية ومتابعة مشروع "الأسماك المستزرعة" في بحر غزة، الهادف لسد حاجات السوق المحلية، في ظل زيادة طلب المواطنين على شراء الأسماك وتراجع كميات الصيد.

قال الحاج:" أن مشروع "الاستزراع السمكي" في قطاع غزة جاء ليلبي حاجات المواطنين من أنواع الأسماك المختلفة، والذي شهد تطوراً كبيراً في الأونة الأخيرة، بعد أن حقق متوسط الإنتاج أرقاماً قياسية، خاصة بعد البدء في إنتاج "أسماك الدنيس".

وأضاف الحاج:" بدأت تجربتي في استزراع الأسماك البحرية كمحاولة فردية، لتجاوز مشكلة موت الأسماك في شباك الصيد بعد أن تبقى محتجزة لأوقات طويلة، من هنا جاءت الفكرة الأولى من عملية الاستزراع السمكي لتقليل السمك المُتلف في عرض البحر.

وتابع الحاج: تلف الأسماك جعلنا نفكر في وضع حلول مؤقتة كان منها وضع شرائط من العلف الصناعي ويتم تعليقه بشكل متسلسل في شباك الصيد، الأمر الذي حقق انخفاض ملموس في كميات السمك المُتلفة.

بداية المشروع!!

وقال نزار عياش نقيب الصيادين الفلسطينيين بغزة:" إن عملية الاستزراع السمكي من خلال القفص البحري تخضع لإشراف من خبراء أجانب يتابعون سير العمل، مشيراً إلى أنه جرى تدريب "أربعة" صيادين للغوص في قاع البحر لمتابعة العمل داخل المشروع ونقل الأعلاف وصيانة الأقفاص.

وأوضح عياش أن تنفيذ هذا المشروع يأتي بتمويل من منظمة "الفاو العالمية" عبر تشكيل صندوق اجتماعي، مبيناً أن تدشين مشاريع الاستزراع السمكي بغزة، ينعكس بشكل إيجابي على الصيادين وظروفهم ويسد حاجة المواطنين لشراء الأسماك بأسعار مناسبة.

وأضاف: إن عملية الصيد من بحر غزة لأسماك الدنيس قليلة جداً، وأن عملية الاستزراع السمكي لا تؤثر على أسعار الأسماك البحرية.

وعن الموعد الفعلي لطرح الكميات في الأسواق، توقع النقيب عياش أن تزيد نسبة الاستزراع السمكي خلال الأيام القادمة، لقرب موعد طرح إنتاجها في شهر إبريل المقبل، مبيناً أن ثلاثة أقفاص بحرية تحمل أسماك "الدنيس " تم تخصيص بيئة بحرية مناسبة مقابل مدينة دير البلح ضمن مشروع "الفاو" الذي سينتج كميات كبيرة في الأسواق قد تصل إلى (123) طناً.

وتتكاثف الجهود العاملة في مجال مشاريع الاستزراع السمكي البحري في عرض بحر غزة بالتعاون مع دائرة الثروة السمكية في وزارة الزراعة التي عبَّر مديرها العام وليد ثابت عن سعادته بنجاح المشاريع الاستزراعية وجهوزية طرحها في الأسواق، إلى جانب دور نقابة الصيادين الفلسطينيين بغزة، بتمويل من منظمة "الفاو" العالمية وهي منظمة متخصصة تابعة للأمم المتحدة لها جهود دولية للقضاء على الجوع حول العالم.

متعلقات