غزة - بيت الصحافة
تحت رعاية بيت الصحافة – فلسطين ، عقدت مبادرة شغف الثقافية اليوم الثلاثاء ندوة حوارية بعنوان "الأدب كأحد أدوات الإعلام العالمي" في مدينة غزة بحضور أعضاء المبادرة وعدد من الكتاب والمهتمين بالشأن الثقافي والإعلامي
وتحدث في الندوة الكاتب والمحلل السياسي توفيق أبو شومر، والأديب يسري الغول مؤسس مبادرة شغف الثقافية، والأستاذة سمر الملفوح منسقة المشاريع في بيت الصحافة.
واستهلت سمر الملفوح كلمتها بالترحيب بالضيوف والحضور، وتوجيه الشكر لمبادرة شغف على اهتمامهم بإقامة هذه الندوات، مؤكدة أهميتها في تعزيز المشهد الثقافي والإعلامي في قطاع غزة .
وأكدت الملفوح أن الندوة تأتي كأولى مبادرات مشروع "نحو منصة إعلامية مستقلة لبناء القدرات، التوعية، إشراك الصحفيين" الذي تنظمه مؤسسة بيت الصحافة ويهدف إلى دعم المبادرات الشبابية.
بدوره قال يسري الغول مؤسس مبادرة شغف أن واقع الثقافة والمبادرات الثقافية في ظل الانقسام يطرح تساؤلا عن دور الكتاب الفلسطينيين في عرض القضية، وكيفية الانتقال من مربع الإعلام المحلي إلى العالمي .
وأضاف الغول: "يجب التعامل مع الأدب كأداة إعلامية تصل إلى كافة اللغات والشعوب في مختلف الفترات، فالأدب يبقى وينتشر لأنه يحمل فكرة ورسالة على عكس الأخبار اليومية التي تنتهي بانتهاء الحدث" مستشهدا بالقول: "هناك روايات عالمية أدبية متداولة حتى اللحظة وتعكس واقع كاتبيها في فترات صدورها ".
وتابع الغول: "عولمة النص الأدبي مهمة جدا، وتعني أن القضايا التي يطرحها يجب ان تكون عالمية تصل إلى قلب الجميع، لأن الأدب جزء لا يتجزأ من الواقع " مضيفا: "يجب التركيز على أنسنة الأدب، واهتمام الكاتب بأن يحدث نصه تأثيرا في مختلف فئات القراء مهما تنوعت أطيافهم ودياناتهم واهتماماتهم"
وحول المشكلات التي تواجه الأدب قال الغول أن هناك بعض دور النشر العريقة عربيا ومحليا أصبحت تتجه نحو النشر التجاري والمردود المادي بغض النظر عن المحتوى مبينا أنه يجب على المتابع التفريق بين الأدب الجيد والأدب المسوق جيدا
وأوضح الغول أنه يجب على الأديب الكتابة بلغة سهلة وبسيطة، موضحا دور هذا النوع من الكتابة في الوصول إلى شرائح كبيرة من القراء ونقل العمل الأدبي من المحلية إلى العالمية
من جانبه تحدث الكاتب والمحلل السياسي توفيق أبو شومر حول دور الأدب في رسم طريق يكون بذاته منصة إعلامية لمخاطبة العالم، معربا عن سعادته بالشباب المثقف الذي تتمحور نشاطاته حول الكلمة والثقافة
وأكد أبو شومر أن الغرب استغل الموروث الثقافي العربي الغني جدا بالأفكار والإبداعات، في إنتاج أعمال جديدة أصبحت مشهورة ومؤثرة في العالمين الغربي والعربي، داعيا الشباب إلى إعادة الغوص في أعماق الأدب العربي واكتشاف الإبداعات الدفينة فيه
وأضاف أبو شومر: "الأدب أهم أداة رئيسية للإعلام، وهو الرافعة الأولى لأي رسالة إعلامية" مبينا الدور الرسمي للدول في نشر الموروث الأدبي ودعم الكتاب والأدباء في طرح مواضيع أكثر جرأة ومواكبة للواقع
وحول أبرز مشكلات الأدب العربي، قال أبو شومر: "كثير من المؤلفات محظورة في الدول العربية حتى اليوم، وهي مليئة بالأدب الزاخر واللغة الجميلة" مضيفا: "على سبيل المثال رواية هاري بوتر الشهيرة، هناك تأثر مباشر فيها برواية ألف ليلة وليلة العربية، وهذا يعيب الأدباء العرب في عدم بحثهم في تراث الأدب العربي واكتشاف جمالياته"
وفي إطار رده على مداخلات الحضور، أوضح أبو شومر أن العمل الأدبي القوي يحمل رسالة إعلامية توازي عشرات البرامج والحلقات عبر الشاشات.
وأضاف: "استطاع ناجي العلي من خلال صورة واحدة فقط أن يحمل رسائل تمت ترجمتها في كافة وسائل الإعلام الغربية والعالمية، وهو ما يترجم فعليا دور الأدب في كونه أداة إعلامية مؤثرة"
وفي نهاية الندوة شكر الغول بيت الصحافة على رعايتهم ودعمهم المستمر لنشاطات مبادرة شغف، وقدم تكريما لمؤسسة بيت الصحافة ممثلة بالسيدة سمر الملفوح مديرة المشاريع في المؤسسة.
بدورها شكرت الملفوح فريق مبادرة شغف، مؤكدة على استمرار بيت الصحافة في دعم هذه الفعاليات، ومؤكدة على قدرة هؤلاء الشباب في إثبات العلاقة الوثيقة بين الأدب والإعلام وتعزيز دور الأدب كأداة إعلامية مؤثرة.