غزة / 3 / 5 / 2016 / عقدت مؤسسة بيت الصحافة - فلسطين اليوم الثلاثاء مؤتمراً بعنوان (الاعلام الفلسطيني ..تحديات وتوصيات) وذلك ضمن سلسلة فعاليات تقوم بها المؤسسة في اليوم العالمي لحرية الإعلام، بحضور العشرات من الصحافيين واساتذة الاعلام في الجامعات وممثلي مؤسسات المجتمع المدني والحقوقيين وطلبة الاعلام.
وافتتح المؤتمر بالسلام الوطني الفلسطيني وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الصحافة الفلسطينية، ليتبع ذلك كلمة مدير مؤسسة الصحافة "بلال جاد الله".
ودعا جاد الله كافة المؤسسات الحقوقية والقانونية وكل المؤسسات ذات الصلة الى تكثيف متابعة قضايا ملاحقة قتلة الصحفيين والصحفيات خلال السنوات الماضية على يد الاحتلال ورفع ومتابعة القضايا في كافة المحافل الدولية حتى نوقف هذا التغول بحق الصحافة الفلسطينية .
كما طالب بوحدة الجسم الاعلامي هي مطلب كل صحفي فلسطيني وطني غيور على قضيته من اجل الوقوف صفا واحدا في مواجهة اعداء الصحافة ولنتصدى للاحتلال الذي انتهك حريتنا وقتل الصحافة وهذا يجب أن يكون برواية ورؤية فلسطينية موحدة قوية.
وشدد جاد الله على ضرورة محاسبة كل من ارتكب جرماً بحق الصحفيين حتى نستقبل عاما صحفياً جديداً شعاره الحرية للصحافة والصحفيين.
وأكد على ضرورة تعزيز الحق في الحصول على المعلومة من اجل الوصول الى صحافة موضوعية مهنية تعزز حضور الراي والراي الاخر بعيدا عن الخوف و الترهيب، داعيا في الوقت ذاته الى الى الاهتمام بالإعلاميين الجدد وخريجي كليات الإعلام والنشطاء وتقديم كافة التسهيلات لهم وتعزيز قدراتهم في المؤسسات بعيد عن أي نوع من الاستغلال .
من جانبه دعا ضيف المؤتمر الكاتب والمحلل السياسي توفيق ابو شومر الصحفيين الى التعاون وتعزيز مواثيق الاخلاق والشرف الصحفية، سيما وانه اصبح مطلبا وهو مطلب رئيس بيوم الصحافة العالمي، كما دعا الى الاتفاق على تكتل صحفي واحد لتحرير فلسطين ولننعم بدولة فلسطينية حرة مستقلة.
وقال أبو شومر ، إن الصحفيين يبذلون جهوداً كبيرة في نقل الحقائق وكشف ممارسات الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وأعرب أبو شومر ، عن فخره بالصحفيين، مضيفاً "أنا لا اسميكم إلا مناضلين؛ لنا الحق أن نفخر نحن أسرة الصحافة بشهدائنا الذين قدمناهم وكانت دمائهم نبتة حرية ستظهر في أجيالكم القادمة".
ووجه رسالة للصحفيين الفلسطينيين قائلاً " انتم ناقلو الحقائق انتم بجهدكم تصوبون مدافع الكاميرات التي تطلع قذائفها على الفساد والفاسدين والمحتلين".
وبعد ذلك بدأت الجلسة الأولى للمؤتمر والتي جاءت بإدارة الصحفية "شرين خليفة"، حيث استعرض د. أحمد حماد المحاضر في كلية الاعلام بجامعة الاقصى واقع الحريات الاعلامية في فلسطين.
وقال حماد ان العام الماضي شهد المزيد من التراجع في الحريات الإعلامية في فلسطين (..) مبيناً انه سجل في العام الماضي ارتفاعاً ملحوظا في عدد الاعتداءات التي استهدفت الصحافيين والحريات الإعلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة , فضلا عن اتساع دائرة وأساليب القمع التي اتخذت في العديد من الحالات طابعا اكثر شمولية يرمى الى اقصاء وسائل الاعلام والصحافيين عن اماكن الإحداث .
وأوضح حماد أن الانتهاكات الفلسطينية ضد الحريات الإعلامية في قطاع غزة تركزت ضمن أربعة أنواع هي الاعتداءات الجسدية وسجلت 16 انتهاك, وعمليات الاستدعاء والاستجواب وبلغت 15, والاعتقالات وسجلت 13 حالة اعتقال ,و سبع عمليات احتجاز صحفيين.
وأضاف حماد انه وبالرغم من ان عدد الانتهاكات الفلسطينية التي سجلت في قطاع غزة جاءت اقل من مثيلتها في الضفة الغربية الا ان عدد الانتهاكات المسجلة في قطاع غزة ارتفع بصورة حادة حيث قفزت بما معدله 217% عما كانت عليه خلال العام 2014 بحسب مركز مدى.
وقال حماد انه وبالرغم من الآمال العريضة التي يعلقها الشارع الفلسطيني على إتمام المصالحة الوطنية لإنهاء كافة المشكلات القائمة، وتجاوز التحديات والعقبات التي تقف عائقا أمام تحقيق تنمية في المجالات إلا إنجاز تلك المصالحة لا تعتبر "الوصفة السحرية" لحل المشاكل الاجتماعية والوطنية والمجتمعية المختلفة.
وطالب حماد بالعمل على ملاحقة ومحاكمة ومحاسبة مرتكبي جميع هذه الانتهاكات من ضباط وجنود جيش الاحتلال الاسرائيلي ومسؤوليهم، وفي مقدمتها جرائم القتل التي طالت 17 صحافيا وعاملا في الإعلام، ووضع حد لإفلاتهم من العقاب وتقديمهم للعدالة كمدخل ومفتاح لكبح الاعتداءات المتصاعدة ضد الحريات الإعلامية في فلسطين.
في حين استعرض بكر التركماني ،المستشار القانوني للائتلاف من اجل النزاهة والمساءلة (امان) ، واقع التطوع والتدريب في المؤسسات الاعلامية.
وأوضح التركماني ان الكثير من خريجي ومتدربي الصحافة يتواجدون بكثافة في المؤسسات الإعلامية ، ولكن جزء كبير منهم لا يتقاضى اي راتب.
وقال ان اهم ما يواجه العمل التطوعي في المؤسسات الاعلامية هو عدم وجود إدارة خاصة للمتطوعين تهتم بشؤونهم وتعينهم على الاختيار المناسب حسب رغبتهم وعدم الإعلان الكافي عن أهداف المؤسسة وأنشطته بالإضافة الى عدم تحديد دور واضح للمتطوع وإتاحة الفرصة للمتطوع لاختيار ما يناسبه بحرية وكذلك غياب البرامج الخاصة بالتدريب للمتطوعين قبل تكليفهم بالعمل.
وقال التركماني ان معظم المؤسسات لا تقدر الجهد المناسب الذي يبذله المتطوع ولا تكترث بإرهاق كاهل المتطوع بالكثير من الأعمال الإدارية والفنية بالإضافة الى المحاباة في إسناد الأعمال، وتعيين العاملين من الأقارب من غير ذوي الكفاءة.
كما انتقد التركماني عدم وجود قوانين وانظمة تحث على التطوع وتنظمه.
أما في الجلسة الثانية للمؤتمر والتي أدارتها الصحفية صفاء الهبيل ، استعرض وائل عبد العال ، رئيس قسم الآداب والعلوم الإنسانية في الكلية الجامعية سبل تعزيز الجانب التطبيقي في كليات الاعلام.
وطالب عبد العال بإعادة النظر في المناهج الدراسية لتخصصات الصحافة و الإعلام في الجامعات الفلسطينية كافة من قبل هيئة الاعتماد والجودة بوزارة التربية والتعليم العالي ووضع خطة تطويرية شاملة بحيث يتم بموجبها إلزام أقسام الاعلام على احتواء الخطط والمناهج على الحد المعقول من المحتوى التطبيقي (بنسبة ٥٠٪ بحد أدى على ان تستجيب التحديثات في الخطط الدراسية لبرامج الصحافة والإعلام إلى التطورات المتسارعة في هذا المجال وتوظيف استخدامات تكنولوجيا الرقمية التعليم ضمن الجهود التعليمية وبما يعزز مجالات فهم الطالب للمادة الدراسية ويزيد من تفاعله معها.
كما دعا الى الاستثمار في البنى التحتية لأقسام وبرامج الإعلام وذلك بتوفير المرافق كالمختبرات والاستديوهات والمعدات الفنية والتقنية لتوفير بيئة تدريب وتعليم قريبة من واقع السوق، وايجاد نماذج محاكاة لتدريب الطلبة في المساقات العملية كإنشاء نموذج يحاكي مؤسسات الإعلام وبيئاته المختلفة كالحروب والاضطرابات وكيف يمكن للصحفي ان يعيش هذه الأجواء ويتعامل معها علي كل الصعد المهنية والتي تساهم في دمج وانخراط الطلبة في الواقع العملي والميداني أثناء مراحل الدراسة المختلفة وتهيئته لميدان العمل.
كما شدد على اهمية اكتشاف المواهب الإعلامية من الطلبة والاهتمام بها وتنمية قدراتها وهذا يطرح أهمية التركيز على نوعية الطلبة لا على الكم، وإعادة النظر في معدلات قبول الطلبة في برامج الاعلام، والتعاون والانفتاح على المؤسسات الإعلامية المهنية المرموقة والاستفادة من تجربتها في ميدان العمل ونقلها الى طلبة الاعلام خلال فترة دراستهم.
في حين استعرض الاعلامي سعود أبو رمضان أوجه القصور في مخاطبة الاعلام الدولي.
وقال ابو رمضان ان المطلوب هو إعداد الخطط اللازمة لذلك من خلال تشكيل مجموعة تضم عدد من الخبراء الفلسطينيين والعرب، خصوصا الذين يعيشون في المهجر في العديد من الدول الغربية ويجيدون اللغات الأجنبية خصوصا الإنجليزية بشكل مهني جدا وتضم، أيضا، الأجانب الذين يبدون تأييدا كامل للقضية الفلسطينية ويفهمونها جيدا في مجالات الإعلام الدولي والسياسة والعلاقات الدولية.
ودعا إلى الاهتمام بخلق جيل من الإعلاميين والصحفيين على أسس مهنية وليست عقائدية أو فصائلية، والتركيز على الجاليات الفلسطينية والعربية التي تعيش في الدول الغربية.
وشدد أبو رمضان على ضرورة السعي لإيجاد مقرات ومكاتب لوسائل الإعلام الدولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
واشار الى انه تقع على السلطة الوطنية وخاصة وزارة الإعلام بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية سواء في الضفة الغربية او في قطاع غزة المسؤولية وعليها التعاون مع منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الأخرى غير المنضوية تحت مظلة المنظمة وأيضا كافة مؤسسات المجتمع المدني، إجبار كافة وسائل الإعلام الدولية بافتتاح مكاتب رئيسية لها في الأراضي الفلسطينية أسوة بإسرائيل وباقي الدول العربية والدول الأخرى وأن يكون مدراء هذه المكاتب معينون من قبل دولهم ويتم قبولهم أو رفضهم من قبل السلطة الفلسطينية بعد الفحص والتأكد ويتم تعيين محررين وكتاب وصحفيون من الأراضي الفلسطينية او ذات أصول عربية وفلسطينية يجيدون اللغات الأجنبية للعمل في مكاتب هذه الوكالات.
توصيات المؤتمر
1 - العمل على ملاحقة ومحاكمة ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون من ضباط وجنود جيش الاحتلال الاسرائيلي ومسؤوليهم، ووضع حد لافلاتهم من العقاب وتقديمهم للعدالة كمدخل ومفتاح لكبح الاعتداءات المتصاعدة ضد الحريات الإعلامية في فلسطين.
2 - ضرورة قيام الجهات الرسمية الفلسطينية بوضع حد لمختلف الانتهاكات التي سجلت في الاراضي الفلسطينية والتي تعتبر مخالفة لما نصت عليه القوانين الفلسطينية فيما يتصل بحرية الصحافة وحرية التعبير.
3 - وقف عمليات الرقابة والملاحقة التي اتسعت دائرتها بشكل لافت فيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي.
4 - اقرار قانون الحق في الحصول على المعلومات.
5 - تأسيس وتنظيم المجلس الأعلى للإعلام من خلال الشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والإعلاميين وبالاستعانة بخبرات أكاديمية متخصصة في القانون والأعلام.
6 - ان تهتم المؤسسة الإعلامية الرسمية بادارة وتنظيم العمل التطوعي من خلال ايجاد نظام خاص بالعمل التطوعي او مدونات سلوك خاصة في هذا المجال تنظم عمليات التطوع والتدريب في المؤسسات الإعلامية.
7 - التعاون بين المؤسسات الإعلامية الاهلية والخاصة والحكومية والنقابية من اجل وضع منهج عملي وفني للتطوع والتدريب في مجال الإعلام واشراك كليات الإعلام في الجامعات الفلسطينية.
8 - بات هناك ضرورة ملحة لوجود قانون خاص ينظم العمل التطوعي في فلسطين فقانون العمل الفلسطيني لم يعالج هذا الموضوع.
9 - قيام المؤسسة النقابية الإعلامية بدورها من اجل حماية المتطوعين والمتدربين ومنع استغلالهم من خلال تفعيل دورها الرقابي من جهة وادارة التطوع والتدريب من جهة اخرى.
10 - إعادة النظر في المناهج الدراسية لتخصصات الصحافة و الإعلام في الجامعات الفلسطينية كافة من قبل هيئة الاعتماد والجودة بوزارة التربية والتعليم العالي.
11 - ضرورة أن تستجيب التحديثات في الخطط الدراسية لبرامج الصحافة والإعلام إلى التطورات المتسارعة في هذا المجال وتوظيف استخدامات التكنولوجيا الرقمية التعليم ضمن الجهود التعليمية وبما يعزز مجالات فهم الطالب للمادة الدراسية ويزيد من تفاعله معها.
12 - الاستثمار في البنى التحتية لأقسام وبرامج الإعلام وذلك بتوفير المرافق كالمختبرات والاستوديوهات والمعدات الفنية والتقنية لتوفير بيئة تدريب وتعليم قريبة من واقع السوق.
13 - إيجاد نماذج محاكاة لتدريب الطلبة في المساقات العملية كإنشاء نموذج يحاكي مؤسسات الإعلام وبيئاته المختلفة.
14 - اكتشاف المواهب الإعلامية من الطلبة والاهتمام بها وتنمية قدراتها وهذا يطرح أهمية التركيز على نوعية الطلبة لا على الكم، وإعادة النظر في معدلات قبول الطلبة في برامج الاعلام.
15 - التعاون والانفتاح على المؤسسات الإعلامية المهنية المرموقة والاستفادة من تجربتها في ميدان العمل ونقلها الى طلبة الاعلام خلال فترة دراستهم.
16 - تطوير وتأهيل الكادر الأكاديمي في أقسام الصحافة والإعلام في الجامعات الفلسطينية عبر إرسالهم في بعثات تدريبية في مؤسسات وجامعات عربية وغربية متطورة في هذا المجال وذلك بغية نقل تجارب جديدة يستفيد منها الطالب قبل المدرس.
17 - العمل على تشكيل مجموعة تضم عدد من الخبراء الفلسطينيين والعرب، خصوصا الذين يعيشون في المهجر في العديد من الدول الغربية ويجيدون اللغات الأجنبية خصوصا الإنجليزية بشكل مهني جدا وتضم أيضا الأجانب الذين يبدون تأييدا كامل للقضية الفلسطينية ويفهمونها جيدا في مجالات الإعلام الدولي والسياسة والعلاقات الدولية.
18 - خلق جيل من الإعلاميين والصحفيين على أسس مهنية وليست عقائدية أو فصائلية.
19 - على السلطة الوطنية الفلسطينية وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الأخرى تعيين ناطقين ليس فقط باللغة العربية، بل أيضا باللغة الإنجليزية واللغات الأخرى على أن يكونوا متخصصون في مجالات الإعلام المختلفة ولديهم الخبرة الكافية في إطلاق التصريحات المناسبة والتي تخدم القضية الفلسطينية دوليا.
20 - على السلطة الوطنية الفلسطينية وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الأخرى بالتعاون مع كافة مؤسسات المجتمع المدني، اطلاق حملة وطنية توعوية في جميع أنحاء فلسطين والترويج لمخاطر الجهل في الإعلام والنشر الخاطئ والمسيء للصور والمقابلات وتقارير الفيديو والتي تضر بقضيتنا أمام الرأي العالمي وتسيء لنا، خصوصا الشريحة العريضة من أبناء الشعب الفلسطيني الغير صحفيين والذين ينشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وغيرها.
21 - التركيز على الجاليات الفلسطينية والعربية التي تعيش في الدول الغربية في شتى أنحاء العالم وإيجاد قنوات التواصل معهم باستمرار، والاستعانة في أبنائهم الذين يدرسون الإعلام أو يمارسونه في وسائل الإعلام الدولية.