غزة - بيت الصحافة
نظم بيت الصحافة - فلسطين يوم الخميس الموافق 19/07/2018 لقاء طاولة مستديرة في قاعة الكومودور بغزة, لمناقشة التحديات التي تواجه التعليم وأهمية تعزيز التعليم التحرري, وذلك بمشاركة وحضور ما يقارب المائة من صناع القرار في المجلس التشريعي ووزارة التربية والتعليم والمؤسسات التعليمية والمختصين التربويين ونخبة من الإعلاميين والإعلاميات.
في كلمتها، رحّبت سمر الملفوح- مديرة البرامج في بيت الصحافة بالحضور، مؤكدة على دور بيت الصحافة في احتضان الإعلاميين والقضايا الإعلامية الهامة، وتنفيذ العديد من المشاريع الإعلامية، التي تصب في خدمة ودعم القضايا المجتمعية والتعليمية والحقوقية وغيرها من القضايا الملحة والأٍساسية.
وتطرقت للحديث عن الدور الذي يلعبه بيت الصحافة في خدمة التعليم الذي يعتبر أهم الركائز في المجتمع الفلسطيني, وأن مشروع خطوة نحو تعليم أفضل, هو تجربة نوعية للربط بين الإعلام والتعليم لإشراك الإعلاميين في القضايا التربوية وتعزيز دورهم في دعم ومناصرة التعليم وصولا إلى مجتمع أكثر نمواً وتطوراً وأكثر تحضراً وتحررا.
وبدورها, قامت منسقة المشروع, سلوى المناعمة, بتقديم تعريف عن المشروع وضحت فيه أهدافه التي تسعى لتطوير قدرات الإعلاميين في تحديد الاحتياجات وإعداد الأبحاث, وتحليل واقع التعليم الأساسي ودعم ومناصرة التعليم من خلال تعزيز منهج التعليم التحرري.
كما قدمت سرد لمنهجية المشروع وملخص النتائج التي توصل إليها فريق المشروع في تحديد الاحتياجات, وذكرت ملخص أنشطة الحملة الإعلامية التي يقوم عليها المشروع لمناصرة التعليم خلال المرحلة الجارية ومنها كتابة المقالات والتقارير الصحفية, وإطلاق حملة هاشتاق وحلقات إذاعية والتي من المقرر إطلاقها خلال مؤتمر صحفي في الأيام المقبلة.
وقد عقد لقاء الطاولة المستديرة على جلستين شارك فيها خمسة متحدثين بخمسة أوراق عمل.
حيث جرى في الجلسة الأولى تقديم ثلاث أوراق عمل من كل من النائب/ أ. هدى نعيم من لجنة التربية في المجلس التشريعي بغزة تحدثت فيها عن أثر الأوضاع السياسية والاقتصادية على التعليم, ومدير عام التخطيط في وزارة التربية والتعليم أ. رشيد أبو جحجوح استعرض واقع التعليم الفلسطيني من حيث المناهج والمتعلم والمعلم, والبيئة المدرسية والإشراف والتأهيل التربوي في المدارس الحكومية, إضافة إلى مشاركة من د. رياض صيدم استعرض فيها واقع التعليم من وجهة نظر المجتمع المحلي والأهلي وذكر بعض التجارب التحررية في التعليم التي تجتهد عليها بعض مؤسسات المجتمع المدني ولها نتائج حقيقية باتجاه تحقيق الابتكار والإبداع.
أما في الجلسة الثانية فقد افتتحت بعرض فيلم قصير يقارن بين التعليم في فلسطين وفنلندا, استعرضه مؤمن السلاق- أحد المتدربين والمشاركين في مشروع خطوة، حيث تعرف فيه المشاركين على أهم الجوانب التعليمية التي اعتمدت عليها فنلندا لتطوير التعليم لديهم وتحديدا جعل المتعلم هو محور العملية التعليمية التعلمية.
في حين تم استعراض ورقتي عمل قدمها كل من الباحث والكاتب الفلسطيني أ. طلال أبو ركبة تحدث فيها عن مدى كفاية الإرشاد التربوي المقدم في المدارس للحاجات التعليمية للطلبة.
وقد أكد فيها على أن العلاقة بين الإرشاد المدرسي والتربية هي علاقة تفاعلية متكاملة من جوانبها كافة و لتطبيق تعليم تحرري لابد من توفير وتطبيق عملية إرشادية تبني وتمكن وتقوي الفرد وتدعمه ليكون مبدع وقادر على تحرير طاقاته التعلمية والابتكارية.
أما الورقة الأخيرة , فقد قدمتها مديرة مكتب البحث والتطوير التربوي بمؤسسة عبد المحسن القطان بغزة, السيدة علا بدوي, والتي استعرضت فيها ماهية التعليم الذي نريد.
وقالت " أتذكر كيف تم تعليمي وأنا طفلة قبل عقود وأجدها لا تختلف عما يحدث في مدارسنا اليوم".
وانطلقت في استعراض تجربتها في مركز البحث والتطوير التربوي وتجارب أخرى لها عملت خلالها على تطبيق منهج التعليم التحرري ذكرت منها مشروع " بيداغوجيا " و مشروع " كتابات" إضافة لتجربة "مسار العلوم" و"الدراما في سياق تعلمي".
وأكدت أن هذه التجارب التي تتبنى منهج التعليم التحرري سعت إلى تغيير السلوك الإنساني للمتعلمين وبناء أفكارهم والمهارات اللازمة للحوار والتفاوض والتحليل والإبتكار في مختلف المجالات كالعلوم والرياضات أو الثقافة والفنون, والكتابة والقراءة.
وأنهت ورقتها مؤكدة على ضرورة توسيع ونشر مثل هذا النهج وهذه الممارسات التعلمية التحررية, والبناء عليها واستمرارها.
وجرى في نهاية كل جلسة نقاش عام بين المشاركين والحضور تبادلوا فيه الآراء والمقترحات التي تلامس الحاجات التعليمية بشكل واقعي وحقيقي.
وفي ختام اللقاء الذي استمر لأربعة ساعات متواصلة, تم جمع وقراءة التوصيات التي قدمها الجميع والتي سيتم دراستها ونشرها من خلال بيت الصحافة لتكون مرجعاً بين أيدى صناع القرار والمؤثرين في التعليم لتحسين وتطوير استراتيجياته.
ويأتي لقاء الطاولة المستديرة كأحد أنشطة مشروع خطوة نحو تعليم أفضل الذي ينفذه بيت الصحافة بالشراكة مع مؤسسة روزا لوكسمبورغ الألمانية, والذي يسعى إلى تسليط الضوء على أهم التحديات التي تواجه التعليم الأساسي في قطاع غزة والضغط والمناصرة ونشر الوعي باتجاه تعزيز منهج التعليم التحرري.