غزة / 3 / مايو / 2014 / في إطار برنامج واجهة الصحافة الذي تنظمه مؤسسة بيت الصحافة – فلسطين نظمت مساء اليوم (السبت)، لقاءً خاص مع د.موسي أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس بحضور لفيف من الصحافيين والإعلاميين والإعلاميات والمثقفين والكتاب لإطلاعهم على أخر المستجدات في المشهد السياسي والإجابة على استفساراتهم.
وكشف عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس د. موسي أبو مرزوق عن زيارة مرتقبة غداً الأحد أو الاثنين على أبعد تقدير لمسئول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الأحمد إلى قطاع غزة.
وأوضح أبو مرزوق ان زيارة الأحمد إلى غزة تأتي في سياق مشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني، وايضا استكمالا لمشاورات المصالحة مع وفد المصالحة الذي وصل قبل عشرة أيام إلى القطاع، لافتاً إلى أن مشاورات تشكيل الحكومة ستستغرق خمسة أسابيع.
وقال أبو مرزوق أن الرئيس عباس سيصدر مرسوم رئاسي يحدد فيه موعد للانتخابات التشريعية، يليه مرسوم أخر يتعلق بعقد المجلس التشريعي، واستئناف جلساته.
وأضاف "حماس حريصة على أن لا تضع عقبات تجاه الحكومة الجديدة،وعدم وضع فيتو على أي وزير من أجل انجاز عمله ومهامه الموكلة له".
وتوقع أبو مرزوق أن يبدأ المجلس بالعمل بكامل مهامه مطلع الشهر المقبل، مشدداً على أن أهم عوامل وحدة الفلسطينيين هي عمل الهيئات الثلاثة "الرئاسة والوزارة والتشريعي"، قائلاً: "في حال توحدت تلك الأجسام نستطيع القول بأن حالة الانقسام انتهت للأبد".
وعن الموقف السياسي للحكومة الانتقالية القادمة، قال: "الحكومة القادمة هي حكومة خدماتية وليست سياسية وسنمضي بهذا الإطار".
وعن موقف الحركة من المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة، قال: "حماس موقفها من الانتخابات التشريعية والمحلية والنقابية واضح وهي المشاركة في كل تلك الانتخابات، بينما الانتخابات الرئاسية لم نتخذ بها قرار"، مشيراً إلى أن الأيام المقبلة ستحسم حماس قرارها من المشاركة فيها.
ولفت أبو مرزوق أن الانتخابات الفلسطينية القادمة ستكون نزيها وشفافة، يشرف عليها ويراقبها لجان محلية ودولية وعربية.
إلى ذلك، أوضح أبو مرزوق أن الرئيس عباس سيصدر قرارا قريباً لدعوة كافة الأطراف الفلسطينية للمشاركة في لجنة المنظمة للإطار المؤقت للانعقاد.
وقال: "ان اجتماع للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير سيعقد في العاصمة المصرية القاهرة لدراسة ثلاثة ملفات هامة، أولها متابعة ملف المصالحة والعقبات التي تواجهها وتذليلها، بينما الموضوع الثاني مناقشة الوضع السياسي الراهن".
أما الملف الثالث والأخير بحسب –أبو مرزوق- هو كيفية المضي قدماً في تشكيل وإعادة بناء المجلس الوطني الجديد، معرباً عن أمله بأن يكون الاجتماع القادم للإطار القيادي للمنظمة أكثر جدية ويعطي رسالة للفلسطينيين في الخارج بأنهم جسم واحد.
واعترف أبو مرزوق أن ملف المصالحة الفلسطينية وحالة الانقسام شغلت الساحة الداخلية سنوات، وقال: "ملف الانقسام انتقل عبر مراحل طويلة أبرزها شدة بالخصومة وإدارة كل فريق ظهره للآخر. ثم محاولات عديدة لمحاولة تجاوز الانقسام بوسائل متعددة لكن الوسيلة الوحيدة التي مضينا بها هي وسيلة الحوار مع فتح وكل الفصائل والمستقلين".
وأضاف "كان هناك محاولات عديدة لعقد لقاءات لإنهاء حالة الانقسام لكن جميعها فشلت إلى أن وصلنا واتفقنا على عقد لقاء بغزة".
وعن الأسباب التي دفعت (فتح وحماس) لتوقيع اتفاق المصالحة، أوضح أبو مرزوق أن عوامل خارجية وداخلية دفعت الحركتين لتوقيع اتفاق المصالحة وإحراز تقدم في هذا الملف.
وقال: "العوامل في الضفة والظروف المحيطة بأهلنا هناك وعدم قدرة السلطة الوطنية على توفير مستلزمات الحياة الكريمة للمواطنين واستمرار انتهاكات الاحتلال وتغول الاستيطان وتهويد القدس، وفشل عملية التسوية، كذلك في غزة بعد توتر العلاقات بين حماس ومصر واشتداد الحصار وارتفاع مستوي البطالة، كل ذلك كانت عوامل ضاغطة دفعت باتجاه توقيع اتفاق المصالحة والمضي قدماً لإنهاء حالة الانقسام"، على قوله.
وحول موضوع الأمن.. أكد أبو مرزوق أنّه تم الاتفاق مع وفد المصالحة برئاسة عزام الأحمد على تأجيل ملف الأمن خلال الفترة الانتقالية إلى حين إجراء انتخابات فلسطينية جديدة.
وأشار أبو مرزوق إلى أن كافة الملفات التي أفرزها الانقسام ستكون من مهمة الحكومة الانتقالية الجديدة.
وقال: "الحكومة الجديدة تتولي تسوية الملفات المتعلقة بوحدة المؤسسات والحكومة والوزارات والهيئات إضافة لتحمل تبعات فترة الانقسام من مصالحة مجتمعية وإنهاء حالة الحصار المفروضة على غزة، وتهيئة الأجواء للانتخابات وغير ذلك من مهمات".
وأكد أبو مرزوق ان الحكومة الانتقالية التي ترأسها شخصيات مستقلة ستكون حكومة مهنية توصل الفلسطينيين إلى ما يصبوا إليه بعيداً عن التجاذبات السياسية.
وفيما يتعلق بملف المصالحة المجتمعية، أوضح أبو مرزوق أن ملف المصالحة المجتمعية سيكون أحد هم الانجازات التي تتولي مهمتها الحكومة الجديدة، لافتاً إلى ان انجاز ملف المصالحة المجتمعية يُهيئ الأجواء لعقد انتخابات كونه متعلق برفع حالة الاحتقان بين العائلات وتسوية قضايا الفلسطينيين الذين خرجوا من غزة خلال الانقسام، على حد قوله.
وقال: "سيكون هناك صندوق وطني لوضع المساعدات فيه وتوزيعها على كافة الأطراف توزيع عادل"، صندوق متعلق بتسوية ملف المصالحة المجتمعية علاقات حماس مع الخارج ،أكد أبو مرزوق ان المنطقة العربية كافة في مرحلة إعادة وبلورة علاقتها وسياستها مع الكل.
وقال: "في السابق تجد دول عربية لم يكن بنيها خلافات اليوم بات بينها خلل وقضايا مستعصية بينهم".
وشدد أبو مرزوق على ضرورة ان تتعافي الدول العربية من أزماتها الداخلية، مشيراً إلى أن ذلك يؤثر على القضية الفلسطينية في حالة كانت تلك الدول تمر في حالة إيجابية سينعكس ذلك على القضية بشكل ايجابي والعكس، على حد تعبيره.
وأكد أبو مرزوق أن علاقة حركة حماس مع الدول العربية والمنطقة مبنية على أساس دعم تلك الدول للقضية الفلسطينية والمقاومة.
وقال: "نسعى لتحسين العلاقة مع الجميع ونحن لا نطلب من أحد سوى حسن القول".
أما بالنسبة لموقف الحركة من المتغيرات في مصر، أكد أبو مرزوق عدم تدخل حركته في الشأن المصري الداخلي، مجدداً احترام حماس لأي خيار مصري يتعلق بمصيره.
وجدد أبو مرزوق رفضه لأي اتهام يوجه لحركته يشير إلى تدخلها في الشأن الداخلي.
وقال: "ليس لنا علاقة بكل ما تم الادعاء حوله فيما يتعلق بتدخل حماس بالشؤون الداخلية لمصر".
على صعيد اخر، أكد أبو مرزوق أن حركته لن تعترف بدولة إسرائيل. وتساءل كيف نعترف بـ"إسرائيل" التي اغتصبت الأرض وطردت الشعب.
كما جدد رفض حركته الاعتراف بشروط الرباعية الدولية،قائلا "نرفض الشروط لانها تتضمن انتقاص من حق الشعب الفلسطيني في أرضه وحقوقه الثابت".
وحول العلاقة مع إيران أكد أبو مرزوق أن العلاقة مع الجمهورية الإسلامية مبنية على أساس دعم المقاومة ورفض المشروع الاسرائيلي.
وقال: "نحن علاقتنا بمن يتبنى موقف سياسي أعلى، وسنسعى لأن تكون علاقتنا مع الجميع جيدة وممتازة".
وأكد عضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية على أن حركته تسعى في الوقت الراهن إلى تصليب العلاقة مع إيران.
وقال: "نؤكد مرة أخرى ان حماس ليست معنية بعلاقات بينية بين الدول وبعضه مما يترتب على ذلك تضرر للقضية الفلسطينية".