غزة / نظمت مؤسسة بيت الصحافة- فلسطين ورشة عمل لاستكشاف احتياجات الصحفيين الجدد والعاملين في المجموعات الاعلامية الشبابية والمدونين والمتطوعين في المؤسسات الاعلامية للوقوف على أخر مشاكلهم واحتياجاتهم والمساعدة على حلها من خلال مشاريع ستنفذها المؤسسة بناءا على مخرجات الورشة التي استمرت لمدة يومين في فندق المتحف في مدينة غزة.
وشارك في الورشة الممولة من وزارة الخارجية السويسرية تسع مجموعات اعلامية مختلفة تضم مئتي صحفي واعلامي، وتعمل في مجالات اعلامية مختلفة وتحديداً الاعلام الاجتماعي والمراسلين والمحررين والمدونيين والمصورين والاعلام الالكتروني والاذاعي والاعلاميين الجرحى وغيرها من المجموعات الاعلامية.
ورفعت كل مجموعة في اليوم الثاني من الورشة أمام مجموعة من الخبراء الاعلاميين والاكادميين مجموعة من المقترحات والتوصيات لحل مشاكلهم حيث تمت مناقشة هذه التوصيات من قبل الخبراء الذين مثلوا عدد من الكليات واقسام الاعلام في الجامعات الفلسطينية.
وحضر الورشة كل من الدكتور طلعت عيسى استاذ الاعلام ورئيس قسم الصحافة والاعلام في الجامعة الاسلامية والدكتور نبيل الطهراوي استاذ الصحافة والاعلام في جامعة الاقصى والاستاذ محسن الافرنجي المحاضر في قسم الاعلام في الجامعة الاسلامية والخبير الصحفي سعود ابو رمضان وكوكبة أخرى من الصحفيين والعاملين في الحقل الاعلامي.
كما وشارك ممثلان عن الممثلية السويسرية في فلسطين اليوم الثاني من الورشة.
وأجمعت مختلف المجموعات الاعلامية خلال عرضها لمقترحتها وتوصياتها على وجود صعوبات كبيرة تواجه العمل الصحفي في القطاع لعدة عوامل.
ودعا ممثلو المجموعات الجهات المسؤولة من حكومة ومؤسسات اعلامية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه شريحة الاعلاميين والصحفيين الجدد بما يتناسب وحجمهم الكبير في القطاع.
وانتقد المشاركون في الورشة غياب الحماية القانونية والمادية والعملية للصحافيين الجدد، كما قلل هؤلاء من أهمية وفائدة الدورات التدريبية التي تنفذ لصالح هذه الفئة.
وطالب هؤلاء الجامعات بالتركيز على العلم العملي في تدريس طلاب الصحافة والاعلام في ضوء ضعف الاداء الصحفي للخريجين.
ودعا الاعلاميون إلى تنظيم المزيدمن ورشات العمل المكثفة والدورات التدريبية عالية المستوي ليتم من خلالها زيادة وعي الصحفيين بطبيعة مهنتهم ، وإقامة علاقات متبادلة بين المؤسسات الإعلامية لخدمة العمل الإعلامي للإعلامين الجدد.
واستهلت الورشة بكلمة لرئيس مجلس إدارة بيت الصحافة بلال جاد الله أكد خلالها تطلع مؤسسته من خلال هذه الورشة إلى تسليط الضوء على شريحة إعلامية مهمة وكبيرة ستمثل نواة العمل الإعلامي المستقبلي وصناع الحقيقة.
وأكد جاد الله في كلمته أن هذه الشريحة الإعلامية الجديدة هي على سلم الأولويات ومحل الاهتمام الحقيقي والأساسي لدى إدارة مؤسسة بيت الصحافة والتي تعني بقضايا الإعلام وحرية الرأي والتعبير.
وأوضح جاد الله “إن خطة بيت الصحافة الاستراتيجية تهدف إلى تحقيق إعلام أكثر تطور واستقلالية ومهنية من أجل بناء مجتمع أكثر ديمقراطية يؤسس لنموذج فري من التعاون والتبادل مع قطاعات المجتمع المختلفة الرسمية والأهلية على أسس الشراكة والتكامل.
وبين أن الخطة الاستراتيجية لتطوير العمل في بيت الصحافة تنوعت ما بين بناء القدرات ورفع مستوى الكفاءات لدى الاعلاميين من خلال عقد الدورات التدريبية وورش العمل المكثفة التي نفذها بيت الصحافة بتمويل سويسري كريم.
وقال: إننا نتطلع وخلال الاشهر القادمة إلى تحقيق واستكمال كافة البرامج والخطط الموضوعة لدينا بكل دقة وأمانة من أجل الوصول إلى إعلام اكثر مهنية وتطورا ليواكب الحركة السريعة لتطور الاعلام العالمي وليقدم الخدمة لإعلامي وإعلاميات فلسطين الذين يعملون في أصعب الظروف ويقدمون أرواحهم على أكفهم.
بدورها، قالت منسقة مشروع تمكين بيت الصحافة غادة الزيان إن المشروع يسعى إلى جعل بيت الصحافة منبرا للديمقراطية من خلال تقديم برامج تهدف إلى تفعيل الدور الإعلامي للصحفيين وبناء قدراتهم لخلق صحافة حرة ومستقلة.
ووصفت الزيان ورشة العمل بالورشة التشاوريه تهدف إلى تفعيل مشاركة الصحفيين الجدد والمدونين وخريجي كليات وأقسام الصحافة والإعلام في التعبير عن واقعهم و الوقوف على مشاكلهم واحتياجاتهم والوصول إلى مقترحات وتوصيات سيتم دراستها بجديه من قبل مؤسسة بيت الصحافة والعمل عليها لإدراجها ضمن الخطة الاستراتيجية المستقبلية الخاصة بعمل المؤسسة.
وجري في اليوم الأول من الورشة توزع خريجي الإعلام كلا حسب تخصصه ليشكلوا مجموعات تشاوريه فيما بينهم لكتابة احتياجاتهم ومطالبهم ليتم رفعها لعدد من الخبراء والمختصين بمجال الاعلام خلال اليوم الثاني .
طالب عدد من ممثلي المجوعات الاعلامية الجديدة العاملة في قطاع غزة بمساعدة الخريجين الاعلاميين والاطلاع الدائم على الوسائل وتكنولوجيا الحديثة في مجال الاعلام وتعزيز وتقوية مهاراتهم في اللغتين العربية والانجليزية والعبرية.
كما شدد هؤلاء المشاركون خلال مشاركتهم في ورشة عمل لمدة يومين نظمها بيت الصحافة، أمس، وأول من أمس، بتكثيف التدريب العملي الميداني في كافة مجالات العمل الصحفي.
وطالب المشاركون الجامعات بوضع مساقات مخصصة وإلزامية تساهم في تعزيز المهارات الصحفية والإعلامية للطلاب، واستحداث خطط دراسية لطلاب الصحافة والإعلام بما يتناسب والواقع المتطور.
كما دعا هؤلاء إلى استقطاب كفاءات اعلامية و ذوي الخبرة من خارج الوطن لزيادة الخبرات والمهارات المحلية.
وفي كلمة له شدد الدكتور طلعت عيسى رئيس قسم الاعلام في الجامعة الاسلامية على اهمية مبادرة الطالب بتطوير اللغة والمهارات الصحفية بنفسه ولا ينتظر الجامعة او النقابة أو المؤسسات، كما أكد على اهمية انحياز الصحفي لقضيته والتحلي بالموضوعية.
وقلل عيسى من أهمية الحديث عن مواثيق الشرف الصحافية لعدم الالتزام بها.
وفي كلمة له أكد الدكتور نبيل الطهراوي استاذ الاعلام في جامعة الأقصى أن الجامعة لا تعطي للطالب إلا 30% من مجمل العلم المطلوب والباقي يعتمد على قدرات المدون والصحفي والطالب، داعياً الطلاب إلى الاعتماد على أنفسهم في تطوير مهاراتهم الاعلامية.
بدوره دعا محسن الافرنجي المحاضر في قسم الاعلام في الجامعة الاسلامية المدونين والصحافيين الى الاستمرار بالتواصل لمناقشة همومهم، ومشاكلهم.
وانتقد الافرنجي عدم وجود اي مؤسسة تعمل في التدريب الاعلامي الحقيقي، مشيراً إلى أن ما هو موجود الان من مؤسسات هو عبارة عن اجتهادات.
واتهم الافرنجي التنظيمات وبعض المؤسسات الاعلامية بالاستحواذ على فرص تدريبية بدلاً من ان يستحوذ عليها الطلاب.
وأكد الافرنجي على أهمية وخطورة التصوير الصحفي، مضيفاً أنه لا يرتبط بالجامعة والمساقات مطلقاً لأن التصوير هو هواية ومهارة يعتمد على اكتساب الخبرات.
فيما شدد الصحفي سعود ابو رمضان، على أهمية التخطيط في العمل، وتوفر الشروط المهنية بالعمل الصحفي والقدرة على التحدث بأكثر من لغة.
وطالب ابو رمضان بانشاء وإقامة منتديات للمدونين تجمع المدونين تحت اطار واحد.
ودعا أبو رمضان المؤسسات الاعلامية الإجتماعية بالتعاون مع شريحة المدونين.
ووصف أبو رمضان الوضع الاعلامي في غزة بالمزري والصعب، داعياً جميع المؤسسات إلى التعاون من اجل وضع حد لهذه المشكلة التي يعاني منها الوسط الصحفي في القطاع.
وتم في نهاية الورشة تم تسليم شهادات على الطلاب الذين اجتازوا الدورات والبرامج التدريبية المخصص المكثف من بيت الصحافة.